نيويورك - رويترز، أ ف ب – حضّت الأممالمتحدة والبنك الدولي باكستان، على اتخاذ خطوات لطمأنة الدول المانحة إلى «قدرتها على استخدام مساعدات الاغاثة من الفيضانات بحكمة وشفافية وتطبيق إصلاحات». وشهدت باكستان فيضانات بدأت قبل اكثر من شهر تاركة منطقة بمساحة بريطانيا مغمورة بالماء. وأوضح مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية، ان الفيضانات «أثرت على ما يزيد على 20 مليون نسمة، وألحقت أضراراً أو دمرت نحو 1.9 مليون منزل وقتلت 1700 شخص». وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في اجتماع دولي خصص للبحث في مساعدة باكستان، الأسرة الدولية ب «رد عاجل». وأشار في الاجتماع، الذي حضره 26 وزير خارجية، إلى «كارثة شاملة وتحد واختبار عالميين للتضامن». واعتبر أن «استقرار هذا الجزء من العالم الذي يشهد هذه الكارثة هو من مصلحة العالم»، داعياً إلى «المساعدة». وكان وصف فيضانات باكستان ب «الكارثة الطبيعية الأسوأ التي اضطرت الأممالمتحدة لمواجهتها في تاريخها على مدى 65 عاماً». وأكد في ختام الاجتماع أن مساعدة باكستان ستتطلب «جهوداً للسنوات المقبلة»، معلناً أن «العالم مع شعب هذا البلد». وأكد رئيس البنك الدولي روبرت زوليك، في الاجتماع، ضرورة أن «تثبت باكستان قدرتها على ادارة المساعدات الاجنبية قبل اجتماع يُعقد في تشرين الاول (أكتوبر) المقبل في بروكسيل، لمراجعة تقرير تقويم الاضرار الناجمة عن الفيضانات الذي سعده البنك الدولي وبنك التنمية الآسيوي». واعتبر أن الحكومة «تحتاج إلى عملية إعمار تقوم على أساس الشفافية والمساءلة والمرونة مدعومة بالقانون، بهدف استخدام أفضل للمساعدة بل ولضمان دعم المانحين الكامل». ولفت إلى أن المسؤولين الباكستانيين «أبلغونا أنهم يتمنون فعل ذلك». ورأت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أن ما يجب أن يقود باكستان هو «إرساء الإصلاحات الممهّدة للاكتفاء الذاتي». وشددت على أن «المجتمع الدولي سيدعم جهود باكستان للاصلاح واعادة البناء، ويتطلب الأمر عمل كثير». وأشارت إلى أن «إعادة الإعمار ستستغرق وقتاً، ويمكن لشعب باكستان الاعتماد على مساعدتنا مع الدول الاخرى». وأوضحت أن الولاياتالمتحدة «قدمت 340 مليون دولار حتى الآن». وأعلن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي، أن «كل دولار تحصل عليه باكستان سيُستخدم باكثر الأساليب فاعلية وشفافية». وكانت وافقت باكستان، بموجب بنود قروض قيمتها 11 بليون دولار قدمها صندوق النقد الدولي في السنوات الاخيرة، على تنفيذ إصلاحات مثل تحسين قطاع الطاقة وتعزيز عائدات الضرائب واجراء تحسينات مالية، لكن اسلام اباد بطيئة في التنفيذ. وأعلن رئيس البنك الآسيوي للتنمية هاروهيكو كورودا، عن «مساعدة بقيمة بليوني دولار لاعادة اعمار باكستان في العامين المقبلين». ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، الى «رد فوري وكبير» لمساعدة باكستان. ورأت وجود «حاجة الى مساعدة شاملة على الآجال القصيرة والمتوسطة والبعيدة». وبلغت مساعدة الاتحاد الاوروبي 250 مليون دولار. وشدد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، على ضرورة «ألا تكون المساعدة إنسانية فقط، بل أن تكون طويلة الامد»، معتبراً أن «نطاق هذه الكارثة الطبيعية فريد». وكشف الوزير البريطاني المكلف المساعدة من أجل التنمية الدولي اندرو ميتشل، ان بلاده «ستضاعف مساعدتها الى باكستان». وأورد بيان نُشر في لندن، ان «قيمة المساعدة التي ستقدمها لندن ستصبح 134 مليون جنيه (210 ملايين دولار) في مقابل 64 مليون جنيه».