عبرت المملكة عن أحر التعازي، حكومة وشعباً، للشقيقة باكستان، حكومة وشعباً، لما تعرضت له من خسائر بشرية جراء الفيضانات التي اجتاحتها والتي لم يسبق لها مثيل والدمار الذي لحق بالبنية التحتية. جاء ذلك في كلمة المملكة في الجلسة الخاصة للجمعية العامة للأمم المتحد، أمس، التي خصصت للنظر في الوضع الإنساني الناجم عن الفيضانات في باكستان. وألقى كلمة المملكة المندوب الدائم لدى الأممالمتحدة السفير خالد بن عبدالرزاق النفيسي. وفيما يلي نص كلمة المملكة: السيد الرئيس: يسعدني أن أتقدم لمعاليكم بالشكر والتقدير على تخصيص إنعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية لجمهورية باكستان الإسلامية. السيد الرئيس - أصحاب المعالي والسعادة: بداية أحب أن أنقل تعازي المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً لشقيقتها جمهورية باكستان الإسلامية حكومة وشعباً، ونؤكد وقوف وتضامن المملكة الكامل والمستمر مع باكستان. إن ما تمر به باكستان من محنة تتمثل في أسوأ فيضانات لم يسبق لها مثيل، حيث تضرر وشُرِدَ أكثر من 20 مليون شخص مما يشكل أكبر كارثة إنسانية تمر بها باكستان في العصر الحديث، فقد دُمّرَت مساحات شاسعة من الأراضي الزرعية، وانهارت الطرق والجسور والمساكن والمدارس، وتضررت بشكل جسيم البنية التحتية من شبكات كهرباء واتصالات ومياه الشرب، الأمر الذي سوف يستغرق فترة طويلة من الزمن لإعادة إعمارها واصلاحها. السيد الرئيس - أصحاب المعالي والسعادة: لقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فور تلقيه للخبر بارسال الإغاثات العاجلة للشعب الباكستاني الشقيق، وذلك بتشكيل أسطول جوي بين المملكة وباكستان بلغ حتى الآن 22 طائرة إغاثة تحمل مواد غذائية، وبطانيات، ومولدات كهربائية، وخيم، ومياه صالحة للشرب، ومواد طبية وفرق من الأطباء والممرضين، لتخفيف المعاناة عن الشعب الباكستاني الشقيق، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أمر خادم الحرمين الشريفين بإطلاق حملة شعبية لمؤازرة الشعب الباكستاني الشقيق. وقد بادر الشعب السعودي بكافة أطيافه، وكذلك المقيمين والشركات بتقديم مساعدات للشعب الباكستاني تجاوزت في مجملها حتى الآن (106) ملايين دولار أمريكي، إضافة إلى المساعدات العينية الممثلة بحمولة الطائرات وتبلغ قيمتها أكثر من 70 مليون دولار أمريكي. من ناحية أخرى، وفي إطار تقديم المساعدات، وجهت المملكة وبالتنسيق مع منظمات الأممالمتحدة العاملة في باكستان بالإسراع فوراً في صرف 100 مليون دولار أمريكي قيمة مساعدات إنسانية وطارئة سبق أن خصصتها المملكة لمساعدة المتضررين من الكوارث الطبيعية في باكستان. وختاماً، فإن المملكة العربية السعودية - كعادتها - لن تتوانى جهداً في دعم شقيقتها باكستان للخروج من هذه المحنة الصعبة، وأن ما قدمته المملكة وما ستقدمه لشقيقتها باكستان ولجميع الدول المنكوبة يؤكد ويبلور رؤية خادم الحرمين الشريفين بأننا جميعاً إخوة في الإنسانية، ومن هذا المنطلق، أدعو جميع الدول لمد يد العون والمساعدة العاجلة لإخوانهم المتضررين في باكستان. كما تؤيد المملكة العربية السعودية مشروع القرار المطروح في الوثيقة A/64/L/66 والمعنون «تعزيز الإغاثة في حالات الطوارئ والاصلاح والتعمير والوقاية في أعقاب الفيضانات المدمرة في باكستان». وشكراً سيدي الرئيس