خمس سنوات تحولت فيها مكةالمكرمة إلى ورشة عمل لا تعرف الكلل. فالمشاريع تتقاسمها مكة إذ هناك الطرق الدائرية والقطار على صعيد النقل والتوسعة على صعيد زيادة القدرة الاستيعابية للمعتمرين داخل ساحات الحرم. وأجمع ضيوف ملتقى «عكاظ» الإعلامي في جزئه الثالث على أن النهضة العمرانية التي تمر بها مكة غير مسبوقة. «عكاظ» ما أبرز المشاريع التي ستسهم في نقل مكة إلى مصاف العالم الأول؟ يقول أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار: الحقيقية أن المنجزات الحضارية التي تحققت خلال الخمس سنوات الماضية تمثل نقلة نوعية في مستوى الارتقاء بالمشاريع التطويرية في المملكة بشكل عام وفي مكة بشكل خاص التي باتت تعيش نهضة عمرانية غير مسبوقة ستضعها بلا شك في مصاف مدن العالم الأول في وقت قياسي. وهناك جملة من المشاريع الضخمة التي تشهدها هذه البقعة وإذا كان الحديث عن المنجزات فإن منشأة الجمرات تكون نبراسا لذلك ففي عام 1427ه وغرة عيد الفطر كان يقف خادم الحرمين الشريفين على جسر الجمرات متفقدا للمشروع في حرص منه على متابعة سير العمل في تلك المنشأة الحضارية الضخمة التي كانت حلما لكل المهتمين بقضايا الحج حيث أزاحت تلك المنشأة هم التدافع ويسرت إدارة الحشود البشرية ووفرت الراحة لملايين المسلمين. ولم تتوقف المنجزات عند ذلك بل طالت يد التطوير المسعى بعد أن تلمس خادم الحرمين الشريفين الازدحام الشديد الذي كان يشهده فكانت كاميرات الرصد تنقل كثافة الحشود البشرية المهولة التي كانت في المسعى فانطلقت التوسعة العظيمة التي استكملت في وقت قياسي فأصبح المسعى يتكون من أربعة طوابق وفي عرض 40 مترا بدلا من 20 مترا سابقا وخصصت أماكن للعربات المتحركة أسهمت في رفع المشقة عن المعتمرين والحجاج ثم أطل علينا مشروع النقل الحضاري قطار المشاعر وقطار الحرمين الشريفين والذي سيسهم في فك الاختناق المرورية وتوفر وسيلة نقل حضارية تجعل من مكة مدينة حضارية. ويرى أمين الهيئة العليا لتطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة الدكتور سامي برهمين أن توسعة الحرم من ناحية الساحات الشمالية تمثل مساحتها أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام وأحب أن أشير إلى أنه بعد اكتمال هذه التوسعة ستنطلق توسعة عمرانية أخرى شمالا في المباني المطلة على الساحات بشكل نموذجي، ومكةالمكرمة الآن تشهد استكمال الضلع الغربي للطريق الدائري الثالث وتشهد كذلك انطلاقة الدائري الثاني وتشهد إنشاء محطة قطار الحرمين إلى جانب تطوير طريق الملك عبدالعزيز وهو المعروف بالطريق الموازي والذي بدأ العمل فيه وهذه كلها مشاريع على أرض الواقع انطلقت وستستكمل في الوقت القريب. من جهته أبان عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج الدكتور ثامر الحربي أن المعهد قدم دراسات متعددة لمشاريع تطويرية في مكة والمشاعر «وجدناها تخرج لأرض الواقع بعد أن لقيت الدعم من الملك ولعل إطلاق مركز التميز في جامعة أم القرى أخيرا والذي يعنى بدراسات دقيقة عن مكة المكان والإنسان سيسهم في تطوير المنطقة خلال السنوات المقبلة». أما المشرف على مركز التميز في جامعة أم القرى الدكتور نبيل كوشك فيقول: ربما سأذهب صوب إيحاءات ودلالات لمشاريع تنموية وحضارية شهدتها هذه الحقبة والتي في اعتقادي أنها ركزت على الوقت والعلم والعمل فإطلاق مشروع ساعة مكة جمع هذه المحاور الثلاثة، فقد كنا نسمع عن بناء مستشفى، بناء مبنى حكومي، بناء جامعة ولكن في هذا العصر بتنا أمام بناء مدن حضارية متزامنة مع بناء القيم الإنسانية العريقة، فانطلقت مدينة الملك عبدالله الصناعية والاقتصادية، وشيدت جامعة الملك عبدالله وجاءت ساعة مكةالمكرمة كمعلم حضاري فريد يؤكد لنا أهمية الوقت والمنجز».