.. عندما يكتب كاتب أو اثنان نقدا أو مدحا عن مستوى الخدمات التي يقدمها أي مرفق من المرافق العامة أو الخاصة للناس، فإنما يمثل ذلك رأيا خاصا، أما عندما يتناول بالمدح أو القدح خدمات مرفق عام أو خاص أكبر مجموعة من الكتاب وبمختلف الصحف التي تهتم بالشأن العام، فإن ذلك يمثل بكل تأكيد الرأي العام الذي يستحيل تخطئته أو الاستهانة به خاصة إذا كان يمس مصالح، أو حياة الناس عامة كموقف وزارة التجارة والصناعة من غلاء الأسعار، أو موقف الأمانة من كثرة الحفر بالشوارع وسوء سفلتتها، أو تردي أوضاع المطارات وفرض رسوم على العبور ببواباتها من قبل هيئة الطيران المدني، أو عدم انتظام رحلات الخطوط الجوية السعودية وكثرة تأخر رحلاتها والتقصير الملحوظ في الخدمة على طائراتها، وغير ذلك مما كان موضوع عدد كبير من الكتاب على امتداد الأسبوعين الماضيين وبمختلف الصحف المحلية. فالواقع أن تدني مستوى الوضع بمطار الملك عبدالعزيز بجدة الذي تفتقر صالات القدوم به للعدد الكافي من المقاعد التي يمكنها استيعاب الركاب الذين يضطرون للبقاء طويلا في انتظار وصول حقائبهم من الطائرات إلى السيور، بالإضافة إلى عدم كفاءة التكييف مع كثرة أعداد المنتظرين وبالذات عندما يتتابع وصول الطائرات القادمة من شتى المطارات العالمية، أو في صالة القادمين على الرحلات الداخلية من مختلف مدن المملكة. وأعود إلى ما كتبه أكبر عدد من الكتاب والصحافيين بالعديد من الصحف عن تردي الأوضاع بمطار الملك عبد العزيز الدولي بالإضافة إلى الرسم «الأتاوة» المفروض حتى على من يعبر بوابة القدوم أو السفر بدون مرسوم ولا إقرار من الجهات العليا التي لها الحق وحدها فرض مثل هذا الرسم كما تقول الأنظمة. كما شملت الموضوعات التي تناولها الكتاب المحترمون رحلات الخطوط الجوية السعودية وما تعرضت له من تعثر من ناحية، وما يلقاه الركاب من عنت على الكونترات وفي الصعود إلى الطائرة أو الوصول بمشقة عند القدوم إلى الصالات. وأسوأ من ذا وذاك سوء الخدمة على الطائرات التي يعامل المضيفات والمضيفون الركاب فيها بكل صلف ودونما أي عناية أو اهتمام خاصة إذا قارنا مستوى الخدمة على طائرات الشركات العربية والأجنبية التي يقدم المضيف أو المضيفة على الطائرة الخدمة للراكب من دون أن يطلبها أو يشعر بحاجة لها، في حين يظل الراكب على الطائرة السعودية يلح ويلح على المضيف أو المضيفة ثم يستنجد بالسوبر فايزر بطلب كوب ماء أو كأس من العصير أو كوب من الشاي، وقد تنتهي الرحلة ولا يصل إليه طلبه، هذا إذا لم يعتذر المضيف أو المضيفة على الفور بعدم توفر ما قد يطلبه الراكب من أكل أو شرب بحجة النفاد أو عدم توفر النوع!! وأعود لما بدأت به من أن إجماع الكتاب يمثل رأيا عاما كالذي قال فيما كتب عن الخطوط الجوية السعودية: إن الأخفاقات التي تجاوزت مسألة نقص المقاعد وقلة الرحلات إلى تأجيلها بما يشبه الإلغاء لدرجة أن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار قد قال في مقابلة لإحدى الصحف المحلية: «من غير المعقول أن لا يجد مواطن مقعدا على رحلة جوية، وهو بهذا التوصيف الواقعي قد سلط الضوء على حال خطوطنا السعودية)). وإذا كان هذا هو وضع الخطوط الجوية السعودية فإنه يصح على هيئة الطيران المدني ما كتبه آخر عن الاثنين معا وقد جاء فيه: هيئة الطيران المدني هي من أسوأ المؤسسات الحكومية في تنفيذ الخدمات والمشاريع المناطة بها، لا ينافسها في السوء إلا الخطوط الجوية السعودية فهاتان المؤسستان تتكاملان في شيء واحد، وهو التنافس على إعطاء زوار المملكة وجها غير مشرف لتدني مستوى الخدمات في المملكة، لأنه إذا كان الكتاب يقرأ من عنوانه فالمدن تقرأ من مطاراتها)). فهل من سبيل لإصلاح الوضع أم ستظل الأمور على الحال الذي يرفضه الرأي العام؟! فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة