شارفت عملية السلام في الشرق الأوسط على التوقف قبل ستة أسابيع على انقضاء مهلة حاسمة بسبب الشروط لانتقال رمزي من مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين إلى مفاوضات مباشرة. ويقول دبلوماسيون إن إعادة دفع عملية السلام بسرعة أمر ضروري. وكان من المتوقع منذ الاثنين أن تصدر القوى المشاركة في جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط بيان دعوة للمحادثات، لكن من المنتظر أن يناقش المفاوضون الصيغة مرة أخرى. ويريد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن تبدأ المحادثات المباشرة قبل 26 سبتمبر (أيلول) المقبل بوقت كاف، إذ من المقرر أن ينتهي في ذلك اليوم حظر مدته 10 أشهر فرضته إسرائيل على البناء في مستوطنات الضفة الغربية. ومن شأن العودة الكاملة لبناء المستوطنات أن يؤدي إلى انهيار المحادثات في أفضل الأحوال. ويقول المخضرمون الذين يشاركون في محادثات الشرق الأوسط منذ أكثر من 20 عاما إنها تشبه ركوب دراجة، فإما أن تمضي قدما أو تسقط على الأرض، والسقوط يمكن أن يعني الانزلاق إلى الحرب من جديد. وإسرائيل مستعدة للمحادثات المباشرة شريطة ألا تكون هناك شروط مسبقة. والفلسطينيون مستعدون على أن يكون هناك جدول أعمال واضح. وتقول إسرائيل إن جدول الأعمال يعني شروطا مسبقة. ويمكن أن يستفيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سياسيا من الانتقال إلى المحادثات المباشرة؛ لأن ذلك يدحض فكرة سائدة في الخارج بأنه لا يسعى حقيقة للسلام. وتعمل واشنطن وموسكو والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة، أو ما يعرف باللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط طوال الأسبوع من أجل إيجاد وسيلة للخروج من هذا المأزق بوضع إطار للمحادثات وصياغة للعبارات يمكن أن يقبلها الجانبان. وذكر مسؤول فلسطيني : «الوضع هو حالة انتظار وترقب». ومضى يقول إن تأجيل إصدار بيان الرباعية سببه أنه يتصادم مع الموقف الإسرائيلي. إسرائيل لا تريد انخراط اللجنة الرباعية في المفاوضات. وقال مصدر أوروبي إن دبلوماسيين من اللجنة الرباعية يتطلعون إلى وضع اللمسات الأخيرة على صيغة البيان في مؤتمر عبر الهاتف على أن يصدر البيان مساء اليوم على أقصى تقدير. وقد يعطي بيان اللجنة الرباعية لعباس الدعم الذي يحتاجه للانتقال إلى المحادثات المباشرة، لكن إسرائيل ذكرت واشنطن بحذر بأن شرطها الوحيد هو أنه لا شروط. وتثير قصة محادثات السلام لا مبالاة واسعة النطاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولا يعتقد كثيرون أن المحادثات المباشرة ستؤدي إلى اتفاقية سلام قريبا أو أن الاتفاقية ستنفذ إذا تم التوصل أصلا إلى اتفاقية.