تحفل وتحتفي الصحافة المحلية ب«الإعلان»، فهو العمود الفقري الصلب التي تتكئ عليه «الصحيفة»، والركيزة الأساسية في ديمومة العلاقة ما بين المعلن والصحيفة، وهي التي تزين وتطرز إعلان المعلن بالألوان الزاهية لجذب الأنظار إليه، وبالصفحة التي يرغبها المعلن ساعية إلى رضاه – وفق ضوابط الإعلان المعمول به في عملية النشر، كمادة تسويقية تجارية، ثنائية العلاقة فيما هو من حق للمعلن وما هو مستحق عليه. الصحيفة الناجحة هي التي يبحث عنها المعلن، ولا أخال صحيفتنا – «عكاظ»- إلا مصدر توجه للمعلن فكانت مكانة – وهج وتوهج – للإعلان بكثافة، اللهم لا حسد، وزد وبارك. الإعلان له أساليبه وطرقه وفنونه، وحسن إدارته بمفهوم إعلامي إعلاني ذي تسويق مشوق مما جعل الصحيفة تنعم برافد مالي يعود ريعه للعاملين بالصحيفة على مختلف المسميات والمواقع لتسترضي الصحيفة العاملين لديها لمضاعفة المجهودات الفكرية والبدنية لزيادة الطاقة الإنتاجية بالعمل الصحافي إعلانا وتحريرا، وهذا هو ديدن الصحيفة الناجحة. وشيء بديهي أنه كلما زادت كثافة الإعلان بالصحيفة، كان على حساب المادة التحريرية ليكون عنصرا ضاغطا على المواد التحريرية كالمقالات والتحقيقات والأخبار والصفحات المخصصة. هنا كل شيء جميل وواضح من الوجهة التسويقية الإعلانية وجني عوائده المفيدة للصحيفة، والتي لا تقوم قائمة صحيفة إلا على الإعلان، وهو الشيء الذي لا يختلف عليه اثنان. ولكن! الاختلاف ليس على «الإعلان»، فالمشكلة تكمن في الأسلوب المتخذ من قبل «المعلن» والذي أعتقد أن الكثير من المجتمع متذمرون منه، وهي الطريقة الانتهازية التي يتخذها المعلن في عرض كافة السلع في مناسبات معينة، كدخول الصيف وشهر رمضان وهو مناسبة «فورة» الهيجان للإعلان ووفرة للعروض من قبل التجار لكافة السلع عامة، التي تأتي في نطاق ما ينتهجه «المعلن» من أساليب الجذب لفترة موسمية معينة ومن ثم تثبيت الأسعار لصالحه في غياب الأنظمة والإجراءات الرادعة في حق اللاعبين على المكشوف، وعلى مسمع ومرأى من وزارة التجارة. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن الإعلان اقتحم أبواب بيوتنا وسياراتنا وطرقنا وهو ما يوزع من إعلانات ومطويات إعلانية مجانية- الأمر الذي حذرت منه وزارة الداخلية والأخيرة محقة فيما حذرت منه، لما يترتب عليه من خلق مشكلة للمجتمع. فالإعلان بالنسبة للصحافة هو الضرع الدار على المدار، فلا ضير من ذلك طالما العملية منضبطة وفق قوانين النشر، ولكن التأكد من صدقية الإعلان وتثبيت السعر على جيب المستهلك وعلى مدار العام، ذلك هو ما يجب مراقبته مراقبة شديدة، فمن يقع على عاتقه يا ترى مراقبته ومتابعته؟! فقد زرع الإعلان فسيلته فكانت وسيلته في فوضاه الخاصة والعامة!. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة