لم تقتصر موائد الرحمن في رمضان على المساجد، بل تعدت ذلك فهناك من يحرص على توزيع حبات من التمر وشربة ماء عند إشارات المرور، في الشوارع العامة والميادين الكبرى على الصائمين الذين حالت الظروف دون وصولهم إلى وجهتهم قبل انطلاق أذان المغرب. وفي محافظة الطائف تكثر الموائد على نحو كبير في رمضان، وقال أحد القائمين عليها وهو رجل أعمال فضل عدم الكشف عن هويته بحجة اكتساب الأجر على حد تعبيره «اعتدت خلال السنوات الماضية تنظيم إفطار صائم وأجد سعادة بالغة أثناء إفطاري مع عدد من أصدقائي المقربين، على سفرة واحدة مع عدد من المحتاجين والفقراء سواء من الوافدين أو المواطنين». وأضاف «هذه لحظات مباركة تختفي خلالها جميع الفوارق ويصبح الكل سواسية، فتجدنا نتحدث مع بعضنا البعض خلال الإفطار في كل شيء، ونتسامر حتى صلاة العشاء»، مشيرا إلى أن البعض يحضر أطفاله الصغار معه، الذين يشاركونه تلك الجلسة الرمضانية، وعن ضوابط تلك الموائد قال «نحن في بلد الإسلام والخير، الضابط الوحيد هو إخلاص النية لله». أما صلاح وهو من جنسية عربية فيقول «أداوم على حضور خيمة الإفطار في رمضان منذ ثلاثة أعوام وتوفير إفطار صائم ليس بالأمر الصعب هذه الأيام، ولكن ما يجمعنا أكثر هو أواصر الترابط التي نشأت بيننا في هذه الخيمة وهي سبب تواجدنا هنا».