فجعنا بخبر وفاة معالي الدكتور غازي القصيبي الوزير والدبلوماسي والأديب ورجل الدولة بعد صراع طويل مع المرض، حيث بوفاته، رحمه الله، فقدنا أحد أبرز القيادات الإدارية الفذة المبدعة، وعلما بارزا من أعلامها. فقد كان رحمه الله، مثالا للمسؤول المخلص لدينه ثم لمليكه ووطنه، يتمتع بقبول واحترام الجميع، متواضعا. ولعلي هنا لا أستطيع أن أعبر عما يختلج في صدري، حيث لا تكفي الكلمات لسرد محاسن ذلك الرجل وأخلاقه، كان -يرحمه الله- صاحب فكر نير وحضور مميز يثري كل لقاء يحضره من خلال أطروحاته التي تتميز بالإبداع والرؤية الثاقبة وقدرته العالية على استشراف الكثير من الأمور بكل جدارة واقتدار، ولهذه الصفات أولته قيادتنا الرشيدة مناصب عدة مهمة كان منها وزيرا للصناعة والكهرباء خلال الفترة من 1975-1982م، حيث أسس البنية التحتية الضخمة للصناعة والكهرباء وشهد قطاع الصناعة الكثير من التطور والتقدم وتحديث العديد من الأنظمة الصناعية والحوافز لتواكب التطور المتسارع في العالم، كما أسس نظام الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) وأصبح أول رئيس لمجلس إدارتها، وتولى رئاسة مجلس الإدارة في مركز الأبحاث والتنمية الصناعية وتولى رئاسة مجلس الإدارة في عدد من شركات البتروكيماويات. ورغم ارتباطاته العملية إلا أنها لم تثنه عن عمل الخير، فقد أسس الجمعية السعودية للأطفال المعاقين وكان أول رئيس لمجلس إدارتها وأولاها الكثير من اهتمامه ووقته جعلها الله في ميزان أعماله ورحمه رحمة واسعة وغفر له، وفي الختام أقدم عزائي ومواساتي لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني ولعائلته الكريمة وأبنائه وبناته وأسرة القصيبي كافة. «إنا لله وإنا إليه راجعون». * وزير التجارة والصناعة