نتذكر الموت عندما يموت في وسطنا ميت.. الفرق كبير أن يموت لك ميت، وأن يموت فيك ميت.. الميت يموت لك فتنتقص بموته عددا.. والميت يموت فيك فتنتقص به روحا ونفسا وقلبا.. إذا مات لك ميت عزاك الناس في موته.. أما إذا مات فيك فمن يعزيك.. تعزي نفسك ويعزيك من حولك من أهلك.. والفرق أكبر عندما يموت حولك إنسان تراه حيا لم يمت.. والموت حق علينا في إنسان يموت ويدفن تحت الثرى.. وليس الموت حقا أن تموت المبادئ في داخل الإنسان.. الموتى وحدهم نشيع لهم الجنائز وندفنهم في التراب.. تمر الأيام والسنين وسرعان ما ننساهم.. الأحياء لا ننساهم وإن كانوا أمواتا في الحياة.. كثر الأحياء في الحياة ويتخصص لهم علم دقيق في النبات والحيوان.. ولا يختلف هنا علم الحيوان عن الإنسان وإن اختلف التشريح.. غازي يموت ويرحل بجسده وتبقى سيرته العطرة.. يتذكره الأمراء والوزراء والمرضى والأصحاء وحتى العاطلون.. كل يوم يرحل بيننا ميت، منهم من يرحل بجسده وتبقى ذكراه.. أعود لما بدأته عن الموت للأحياء قبل أن يصبحوا أمواتا.. لماذا يموتون أحياء في أوساطنا.. يمارسون الحياة بلا حياة وهم أموات بالفعل.. وهل يستحقون العزاء مثل الأموات.. الفرق مثلما قلت كبير.. ولن أنسى مقولة سمعتها عن الموت.. الحياة كوب شاي مر، والقدرات التي وهبك الله إياها والخير الكامن داخل نفسك هو السكر الذي إن لم تحركه بنفسك فلن تتذوق طعم حلاوته وإن دعوت الله مكتوف الأيدي أن يجعل حياتك أفضل فلن تكن أفضل إلا إن عملت جاهدا بنفسك وحركت إبداعاتك بنفسك.. وهنا لابد أن تدرك أنك راحل من الحياة.. ولابد أن ترحل بجسدك، لا ترحل مبادئك ويبقى جسدك.. [email protected]