لم يكن إفطارا رومانسيا على ضوء الشموع لسكان وادي حلي في أول أيام شهر رمضان الكريم، بل انقطاع أجبرهم أن يعودوا إلى عصر الشموع و «الأتاريك». ليست صدفة أو أول مرة تنقطع الكهرباء 47 مرة عن 34 قرية في وادي حلي، والأمر ينسحب على جميع مدن وقرى وهجر محافظة القنفذة. اتصل بي صديق قبل عامين عندما انقطعت الكهرباء في المنطقة الشرقية والقصيم والرياض، وثار كتاب الصحف والبرامج التلفزيونية، وقهقه حتى خشيت أن تخرج أسنانه مع سماعة الهاتف، وقال ساخرا «لو عاش الكتاب في القنفذة لأحرقوا الصحف كتابة». لم أستغرب ما قال لأنني أعلم وكثر خصوصا في شركة الكهرباء أن القنفذة تحتضن واحدة من أكبر محطات توليد الكهرباء في الشرق الأوسط (محطة كهرباء تهامة)، ويسافر التيار الكهربائي بين القرى الساحلية إلى أعالي الجبال ولا يتوقف التيار هناك وعندهم كل يوم ينامون ويصحون على توقف الكهرباء. يستغرب أهالي القنفذة حال شركتهم التي كانت المقر الرئيس وبين يوم وليلة تحول مقرها إلى الباحة وبقيت المحطة بقليل من الموظفين لإدارتها، ورغم أن هذا مر مرور الكرام إلا أن ما يهمهم التيار ولا شيء غيره، ينقطع هناك بصورة غريبة يوميا صيفا وشتاء في الحر وأوقات المطر. لا يعرف البسطاء هناك طرقا للاحتجاج على الوضع ومع التعود لم يعد الأمر مثار سخط بعد أن ملوا الخطابات والشكاوى بين أذنين واحدة بها طين والأخرى عجين. في تلك القرى والمدن الصغيرة أجهزة كهربائية تعطلت وحواسيب تلفت ولو سألت عن التعويض لرأيت علامات تعجب لا تهدأ. سعادة مدير الشركة السعودية للكهرباء أعرف وأعلم وأفهم أنك تعرف القنفذة، ولكن هل وقفت عليها هل سمعت أصوات أهلها .. أتمنى أن أكون مخطئا .. وأنعم وأنت بدعوة رمضانية دون توقف الكهرباء. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة