قبل أيام نشرت جريدة الجزيرة خبرا حول رفض كاتب العدل في طبرجل النزول إلى الدور الأرضي لإنهاء معاملة مواطن معاق كان لا بد من أخذ توقيعه، فاضطر هذا المواطن إلى الصعود للدور الثاني بمساعدة أهل الخير الذين حملوه بكرسيه المتحرك صعودا ونزولا عبر الدرج!، ومثل هذه القصة العجيبة هي قصة محلية بامتياز ولا تحدث إلا عندنا؛ لأن الدول الأخرى تنقسم إلى نوعين: النوع الأول هو دول لديها الإمكانيات والأنظمة الصارمة مثل الدول الغربية واليابان ودول الخليج وهي تجهز للمعاقين كل ما يحتاجونه من مواقف سيارات ومسارات خاصة ومصاعد ودورات مياه وبطاقات لتسهيل المعاملات، والثاني دول لا تملك الإمكانيات ولكن الموظفين فيها لا يجدون مشكلة في النزول خمس دقائق لأخذ توقيع مواطن معاق أو كبير السن ولا يفعلون ما فعله كاتب العدل في طبرجل!. هذه القصة أعادتني إلى رسالة يقول صاحبها: (تخرجت كغيري من الناس أبحث عن وظيفة لأكمل مسيرتي في الحياة، تخرجي كان من الكلية التقنية من ثلاث سنوات التي لا أعلم لماذا المسؤولون يصرون على أنها ناجحة؟.. المهم إعاقتي ضاعفت من معاناة البحث عن وظيفة فالشركات تريد توظيفي ديكورا بسبب أن المعاق بأربعة موظفين في نظام السعودة حتى أن بعضها عرض علي راتبا بدون دوام .. أما القطاع العام فالواسطة أكلت الأخضر واليابس وإن حصل أن تم ترشيحي فأجد من يعمل المقابلة يقيمني على حسب كيف أمشي؟ .. آخرها وظيفة إدارية يقول لي الشخص المقابل إنها لا تناسبك لأنها تحتاج لحركة أي منطق هذا؟ .. أيريدني المجتمع أن أكون عالة عليه فقط؟ .. لا أعلم ما أقول وقد أطلت الحديث جدا أعذرني قد يكون بعض ما قلته غير واضح .. لأني أكتب والعبرة تخنقني .. جدا آسف جدا .. سؤال لا أعلم لمن سأطرحه أليس المعاق بشرا من حقه أن يتعلم وأن يعمل ويجتهد ويقطف ثمرة جهده ويكمل حياته ويعفها بالزواج مثله مثل بقية الناس؟!). وثمة رسالة أخرى حول الموضوع ذاته: (أصبت بطلق ناري وأصبحت من المعاقين ولله الحمد والمنة، وقد تمكنت من التغلب علي إعاقتي وأن أكون صاحب مسؤولية وعمل مهم جدا في جامعة الملك عبدالعزيز، ومعاناتي هي عند السفر على الخطوط السعودية ولولا أن التذاكر حكومية حين أكون في مهمة للجامعة لما فكرت أبدا بالسفر على هذه الخطوط، والسبب هو انتظار في مقعدي يزيد على الربع ساعة في أحسن الأحوال من بعد خروج آخر راكب من الطائرة ثم انتظر جلب الكرسي المتحرك، ومرة في مطار الملك خالد انتظرت ما يقارب الساعة إلا ربعا حتى طلب الكابتن إخراجي من الطائرة وانتظرت خارج الطائرة على الممر على الكرسي المتحرك الذي يستخدم في الطائرة، وعذر موظف المطار أنه لا يوجد إلا أربعة كراسي متحركة وكلها مشغولة .. مطار الملك خالد لا يوجد فيه إلا أربعة كراسي! .. نتمنى أن يكون فية متبرعون أو نعمل قطة حتى نشتري كراسي متحركة للمطار العملاق .. طلعت كذا مرة على الخطوط السنغافورية فكانت الاعتذارات لي على انتظاري حتى الانتهاء من خروج آخر راكب .. لدرجة أني ظنيت أن هم من تسبب لي في الإعاقة من كثرة اعتذاراتهم!).ورسالة ثالثة يقول صاحبها: (أنا معاق وقد كافحت في هذه الحياة حتى حصلت على الدرجة الجامعية وأسمع مثلما تسمع عن حقوق المعاقين وأن لهم الأولوية في الحصول على الوظيفة ولكن في الحقيقة حين يعلن عن وظائف وبالأخص الحكومية وأتقدم لها وأتجاوز الاختبارات بنجاح ولله الحمد .. يأتي وقت المقابلة الشخصية لتكون الكلمة الفاصلة وهي .. ليس لدينا وظيفة لمعاق .. فأين الجهات التي تتبجح بالأولوية للمعاقين التي نسمع عنها ولا نراها؟!). عموما كل هذه الرسائل تهون حين نقارنها بالشكاوى من التعقيدات والمرمرة التي تصاحب عملية صرف إعانة المعاق .. ما أكثر أشباه كاتب العدل في طبرجل!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة