في ليالي رمضان تتقاسم عمالة آسيوية وعربية الشارع الرئيس لحي الخالدية في نجران؛ طلباً للرزق، خاصة وأن أعمال هذه الفئة تزدهر عادة بعد التراويح إلى ما قبل الفجر بقليل. ورغم اختلاف اللغات واللهجات، إلا أنهم يجمعون على روحانية الشهر الفضيل، وفضل التعبد فيه، فعلى مدخل الشارع تشاهد ازدحاما وتسمع أصواتا تعلو وبعضها يشبه الهمس وبمختلف اللغات واللكنات غالبيتها من دول آسيا وسط لكنات عربية قليلة. ورغم أن السعي للفوز بعمل قد يحدث بعض المشاحنات إلا أن معظمهم جلله رمضان بالصبر والابتعاد عن المشاحنات، فتجد العيون تحدق تارة نحو الجهة اليمنى وتارة أخرى نحو اليسرى، بحثا عن مصدر رزق في هيئة زبون يأتي من بعيد فيهرع العشرات للفوز بحصة عمل، واللافت أن معظم المحال في الشارع تديرها عمالة آسيوية، وتحمل لوحات بلغاتها، وتتضمن جميع الأنشطة التجارية مثل الإليكترونيات،الخضروات، والمطاعم. وفي ذلك يقول دولة سيد جان باكستاني الجنسية: «سعيد بحلول رمضان، وفي الشهر يقتصر عملنا ليلا أي بعد الإفطار، نظراً لتعذر العمل نهاراً في جو شديد الحرارة». وأضاف «نحن مجموعة من العمالة ومن نفس الجنسية نتناوب على إعداد وجبة الإفطار والعشاء فيما بيننا وتتكون غالباً من الأرز، السمك، الدجاج، اللحم، وبعض المشروبات، وبعد الانتهاء من الإفطار نخرج إلى الشارع بحثاً عن العمل وانتظار الزبائن». أما محمد رياض فأبدى ارتياحه لصيام رمضان في المملكة، إلا أنه يفتقد أسرته الموجود في باكستان يقول: «في باكستان تجتمع الأسرة في شهر رمضان على مائدة الإفطار، ويأخذ الأمر شكل الاحتفالية .. أما لآن فالوضع يختلف كلياً، فبينما أسرنا في الوطن تعيش أجواء احتفالية، نعيش نحن الوحدة كما ترون». مشيراً إلى أن مناخ نجران جيد ومعتدل «مع هذا لا نعمل نهاراً كونه صعباً علينا ويتطلب جهدا مضاعفا، لذا نفضل العمل بعد الإفطار حتى نرتاح قليلا». ويؤكد نور نورجا وابتهال سليم، على روحانية الشهر وأن صيامه في المملكة يشعرهما بالراحة، موضحين أنهما يتناوبان على إعداد وجبتي الإفطار والسحور، حيث تعمد كل مجموعة إلى إعداد الإفطار والسحور في يوم معين، وبعد تناول الإفطار والعشاء ينطلقون إلى أعمالهم ويستمرون حتى قبل السحور بقليل. وبين محمد نور الإسلام وسليمان عبدالوهاب ناظم نور بنجلاديشيان، أنهما سعيدان لصيامهما رمضان في نجران، وأنهما يمارسان حياتهما الطبيعية، والفرق الوحيد هو أن العمل في بلادهما يختلف حيث يبقى الوضع ودوام العمل كما هو دون تغيير. وحول الإفطار الجماعي قالا «نتناوب على إعداد سفرة الإفطار الجماعي التي تحتوي على الكبسة مع اللحم والدجاج وأحيانا السمك ومثله في السحور، إذ نجتمع سويا عقب عودتنا من أعمالنا على مائدة الإفطار، ونحن سعداء بروحانية رمضان في المملكة».