(البردان) كلمة نبوية وهي صلاة الفجر وصلاة العصر لقوله عليه الصلاة والسلام: (من صلى البردين دخل الجنة)، و (البردان) كلمة لغوية تعني الإنسان الذي يشعر بالبرودة القارسة، ورمضان ضيف كريم تحل أيامه على دورات مناخية متباينة، فقد يجيء في أيام الشتاء القارسة التي لا يستطيع أحد في تلك الليالي الباردة أن يخرج من داره إلا وهو مرتديا ملابس شتوية وقد يتدثر بالبطانية، وعلى الرغم من أن نهار رمضان في الشتاء قصير والصيام سهل إلا أن الجوع يقرص الأطراف خاصة من لم يتسحر سحورا جيدا، وفي لياليه الشتوية امتداد للوقت الليلي وفرصة لقيام الليل كما قال عليه الصلاة والسلام واصفا الشتاء (الشتاء ربيع المؤمن، قصر نهاره فصامه، وطال ليله فقامه). وقبيل الفجر بوقت كاف كانت الناس تستعد للقيام للسحور حيث يطوف في أزقة المدينةالمنورة وفي معظم مدن المملكة من يوقظ الناس للسحور (المسحراتي) مرددا العبارة المعروفة : «يا نائم قوم وحد وحد الدائم» ، وبعض النائمين في الزمن الماضي القريب كانت مع شدة البرد يتناولون طعامهم وهم ملتحفون «بالبطاطين» ، وقد تشعل بعض البيوت النار للتدفئة أو تستعمل المواقد والدفايات الكهربائية إن كانت ميسورة الحال والكل حول النار يجتمعون طلبا للدفء، حتى إذا حان الصباح يذهب الطلاب إلى المدارس وتراهم ملثمين في الأشمغة الحمراء من البرد وتظهر على كل واحد منهم فعلا علامات الصيام والكل فعلا (بردان)، تلك هي دورة رمضان المناخية في الشتاء، أما دورة رمضان المناخية في الصيف فنعيشها اليوم، خاصة أن الحر والصيف في هذا العام في رمضان سيكون في أوجه والأجواء ملتهبة حرارة، لكن الله من على الناس بنعمة التكيف والراحة والترفيه والصيام لا يعدو أن يكون وقتا يمر في النوم فقط وهو مما أنعم الله به على عباده، والإنسان ليس مطلوبا منه أن يبحث عن التعب والمشقة لأداء الفريضة أو النافلة لكن المطلوب مع هذه النعم الكبيرة أن تراعي الناس حق الله، ومن أهم حقوق الله سبحانه وتعالى حق الصلاة، وفي رمضان يسهر معظم الناس إلى الفجر والجميع يداوم على صلاة الفجر وبفضل الله تمتلىء المساجد بهم لكن الكثير يأخذه النوم ولا يراعي حق الله لصلاة الظهر والعصر، وهما الفرضان اللذان يحتاجان للانتباه إليهما في رمضان، لا أقول صلاتهما جماعة وإن كان هو الأولى، لكن للقيام بحقهما في أدائها في وقتيهما ويجب أن نراعي نقطة هنا وهي عدم الدخول في الإشكالية مع الأبناء والبنات والشباب والشابات في إيقاظهم لصلاة الظهر والعصر فيقود ذلك إلى معركة بين الأباء الحريصين والأبناء النائمين الغارقين في النوم والدعوة للصلاة بالحسنى هو المطلوب والمفاهمة من الليل على الموضوع هو الذي يجب أن يكون أو حتى المفاهمة من أول شهر رمضان على ذلك وإلا ما الفائدة من مصل يصل وهو نائم والنائم كما قيل حتى يستيقظ لكن التربية والترغيب فيما عند الله هما المسلك الصحيح كما قال صلى الله عليه وسلم مرغبا في صلاة الفجر والعصر: (من صلى البردين دخل الجنة). للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 120 مسافة ثم الرسالة