هدد ارتفاع حرارة الطقس بتقليص إنتاج الألبان، فيما أدت حرب الأسعار إلى خفض قيمة الأرز في السوق المحلية بنسبة خمسة في المائة. وتوقعت مصادر ذات علاقة بصناعة الألبان في المنطقة الشرقية حدوث نقص في معروض منتجات اللبن الشهر الحالي وموسم رمضان للعامين المقبلين، خصوصا أن الطلب خلال الشهر الفضيل يرتفع بنسبة 20 في المائة مقارنة مع الأشهر الأخرى. وتشير المصادر إلى أن رمضان الجاري سيكون اختبارا لجميع الشركات العاملة في صناعة الألبان الوطنية، لا سيما أن دخول الشهر الفضيل يتزامن مع اشتداد حرارة الصيف، ما يعطي رسالة واضحة على قدرتها في تلبية الطلب المتزايد في السوق المحلية. وأوضحت أن شركات الألبان الوطنية انتهت أخيرا من وضع اللمسات الأخيرة للاستراتيجية التسويقية لرمضان الجاري، مشيرة إلى أنها مختلفة تماما عن الخطط التسويقية السابقة. ورفضت المصادر الكشف عن تلك الخطط، بقولها «إن ملامحها ستظهر بشكل جلي للمستهلك خلال الأيام المقبلة». وذكرت أن التوسعات الكبيرة التي أدخلتها العديد من الشركات على مزارع إنتاجها، بدأت في دورة الإنتاج، ما يسمح لها بمواجهة الطلب المتزايد خلال الموسم الرمضاني. وعمدت خلال عامي 2007 و2008 لإجراء توسعات كبيرة في مشاريع المزارع، ما ساهم في رفع الطاقة الإنتاجية للحليب الطازج. إلى ذلك أجبرت حرب أسعار نشبت أخيرا بين تجار ومستوردي أرز على تخفيض أسعارهم بنسبة خمسة في المائة خلال الأسبوع الجاري، ليستقر سعر الكيس زنة 50 كجم عند 228 ريالا مقابل 240 ريالا. وأكد التاجر أحمد الزاهر أن العلامات التي خفضت أسعارها هي «الوليمة» و«أبو كأس»، مشيرا إلى أن مندوبي الشركتين تجولوا خلال الأسبوع الماضي على مخازن التجار لحصر كميات المخزون لديهم، من أجل خصم قيمتها من الطلبات الجديدة، مضيفا أن الحديث عن مسلسل انخفاضات متوقعة مع دخول شهر رمضان المبارك أمر يصعب التكهن به. وذكر أن الشركات الأخرى اتخذت أسلوبا تسويقيا مختلفا، يتمثل في تقديم العروض المجانية والتي تصل إلى كيسين على كل 100 كيس يتم التعاقد على شرائها، بهدف تحريك السوق وزيادة المبيعات، مبينا أن أسعار أغلب العلامات التجارية ما تزال مستقرة باستثناء «الوليمة» و«أبو كأس» لتجار الجملة في السوق المحلية، فيما تقدم تلك الشركات عروضا مغايرة لمراكز التسوق. وبخصوص أسعار العلامات التجارية، أوضح أن سعرأرز المهيدب 270 ريالا «للكيس 40 كجم»، وأبو غزال 225 ريالا وأبو خروف 240 ريالا. بدوره توقع المورد عبدالعزيز المحروس استمرار حرب الأسعار الحالية و«العروض الخاصة» بين التجار، ما لم يطرأ تحول جذري يعيد ترتيب الأوراق مجددا، مشيرا إلى أن المؤشرات الحالية لا توحي بسقف زمني لانتهاء هذه الحرب. وأضاف أن المنافسة الشرسة والحادة بين العلامات التجارية للأرز مرتبطة بعوامل متعددة، بعضها بالسوق المحلية والبعض الآخر متعلق بالأسواق العالمية، موضحا أن العوامل المحلية تتمحور في محاولة الجميع التعريف بالعلامات التجارية. وبين أن توقف هذه المنافسة الحادة مرتبط بالمستجدات في الأسواق العالمية، خصوصا أن استقرار الأسعار في البلدان المصدرة «الهند باكستان» ساهم في إشعال شرارة هذه الحرب القائمة حاليا بين التجار، وبالتالي فإن حدوث تطور في البلدان المصدرة سيسرع من إيقاف هذه الحرب.