حينما يتبادر إلى الذهن مساعدة أو إفطار صائم من مؤسسة أو جمعية خيرية، فإن ما يتبادر إلى تفكير الكثيرين ليس أكثر من مجرد كيس صغير يحتوي على حبات تمر وكأس ماء، إلا أن جمعية هدية الحاج والمعتمر المنضوية تحت لواء وزارة الشؤون الاجتماعية كسرت القاعدة التي ألفها كثير من الناس وغيرت الصورة المرسومة لدى الكثيرين، ففي وجبة الإفطار التي توزع على المعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام تمد الجمعية المعتمرين بأكثر من 1700 وجبة متميزة في صندوق متوسط الحجم؛ يحوي تمرا فاخرا منزوع النوى محشوا بالشوكولاته أو النارجيل، قارورة ماء بارد، سلطة فواكه، فطيرة، عصيرا وكمامة للأنف، هذا في ما يتعلق بالوجبات في ساحات الحرم، أما في داخله فيتم التنسيق مع إدارة الفرش في رئاسة شؤون الحرمين لتوزيع التمر والقهوة على المصلين بواسطة فريق عمل مكون من 850 شابا، بالإضافة إلى العاملين الرسميين الذين يتجاوزون 1000 فرد، ولم يقتصر التوزيع على الحرم فقط ،امتد إلى مداخل مكةالمكرمة من مختلف الجهات. وتقدم جمعية هدية الحاج والمعتمربرامج متنوعة جنبا إلى جنب مع التغذية والإعانة وتفريج الكرب، كبرامج الترجمة بين المفتي والمستفتي وبين الطبيب والمريض كسرا لحاجز اللغة الذي يمثل عائقا أمام كثيرين من المعتمرين غير الناطقين بالعربية، وكذلك التوعية حول المسجد الحرام، وإرشاد المعتمرين إلى الحرم ومساكنهم. وتتمثل خدمات الجمعية في أعمال عديدة منها إفطار الصائمين واستقبال الوكالات للمتصدقين وأداء الكفارات، كما تسهم الجمعية في إرشاد التائهين والسقاية والرفادة والإطعام والوقف والزكاة، إضافة إلى العمرة عن الغير والصدقات وتوزيع الفدية. وتغطي جمعية هدية الحاج والمعتمر مناطق مكةالمكرمة والمدينة المنورة، ومنافذ دخول وخروج المعتمرين والزوار، إضافة إلى طرق مرورهم وأماكن تواجدهم. وتمتلئ ساحات الحرم وأروقته وأدواره الثلاثة طوال رمضان بأفراد الجمعية وأعضائها، وهي تعتبر أول مؤسسة خيرية أنشئت لهذا الغرض، ويبقى التعاون السمة السائدة في عملها، إذ إنها تشارك مع الرئاسة العامة لشؤون الحرمين وقوات الأمن داخل الحرم المكي وخارجه في توزيع الوجبات وإرشاد التائهين وإعانة المحتاجين وغير ذلك. وقف خيري كشف نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب، أن الجمعية تعمل حاليا على إنشاء وقف خيري يسهم في تمويل مشروعاتها وبرامجها، داعيا الداعمين ومحبي الخير إلى المساهمة فيه، موضحا في الوقت نفسه أن الجمعية تسعى إلى منافسة الجمعيات العالمية والتفوق عليها. وقال نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية إن كثيرا من المحسنين والمتبرعين وقاصدي البيت الحرام يثقون في الجمعية «فهي تحول المساهمات والتبرعات التي ترد إليها إلى خدمات راقية متميزة على مستوى عال وعالمي يليق بضيوف الله وقاصدي بيته الحرام، وهي تسير على الضوابط الشرعية في مواردها ومصارفها، ويمكن للجميع الإطلاع على أعمالها». من جانبه، أوضح مدير عام جمعية هدية الحاج والمعتمر منصور آل عامر، أن لديهم برنامجا مكثفا لتوزيع وجبات كبديل للسحور بالتعاون مع مرور العاصمة المقدسة ليلة 27 لمنع وتخفيف التدافع الذي يحصل بعد صلاة القيام عند سيارات النقل العام، التواجد بكثافة في المناطق الواقعة مقابل باب الملك فهد، الملك عبد العزيز، وشعب علي. مبينا أن الجمعية وفرت سيارات إسعاف «غولف» لنقل المرضى من داخل وقف الملك عبد العزيز إلى المستشفى الواقع في الدور 11 وسيارات مثلها لنقل كبار السن والعجزة إلى المسجد الحرام.وأضاف آل عامر «نستقبل الراغبين في شراء زكاة الفطر وكذلك فدية المعتمر لتوزيعها على فقراء مكة، والجمعية خصصت أماكن لإيواء التائهين من الأطفال وكبار السن من الرجال والنساء في مقر نموذجي بالتعاون مع الجهات الأمنية، فيما يتلقى الأطفال عناية فائقة من خلال فريق عمل مكون من عدد من الجامعيات السعوديات المتخصصات في رياض الأطفال، ويحتوي المقر المخصص للأطفال على صالة ألعاب وفصل دراسي وطاولة رسم وتلفزيون لمشاهدة أفلام الكرتون، والجمعية تتلقى الأطفال فور وصولهم إلى المسجد الحرام مع ذويهم لتعليق أساور يكتب عليها عناوين والد الطفل تسهيلا لعملية الحصول عليه إذا تاه داخل الحرم أو خارجه». تعليم العبادات تتنوع برامج جمعية هدية للحاج والمعتمر كتعليم الصلاة في المصليات المجاورة للحرم، حيث تختار عددا من طلبة العلم لأداء هذه المهمة وكذلك تعليم الوضوء وقصار السور وبعض المعلومات الإرشادية التي تستقيم بها صلاة المعتمرين غير الناطقين بالعربية، وكذلك برنامج الابتسامة ويهدف إلى نشر هذه السنة المحمدية والبشاشة في وجوه المعتمرين كنوع من الاستقبال لضيوف بيت الله الحرام، إلى جانب برامج المعايدة؛ وهي عبارة عن تقديم التمر في الحرم في أدواره الثلاثة وساحاته منذ إعلان العيد، وبعد الصلاة يتم توزيع هدايا العيد على المعتمرين؛ وهي عبارة عن حلويات فاخرة من الماركات الشهيرة وبطاقة معايدة وكذلك برنامج إحياء سنة التكبير؛ سواء في الحرم أو ساحاته بواسطة الشباب المشاركين في الجمعية، كما أن هناك هدية لأكبر معتمر سنا وكذلك برنامج مليون سلام الذي دشنه أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بعد غسيل الكعبة المشرفة ويهدف إلى إحياء سنة السلام وكسر الوحشة وحاجز الغربة بين المعتمرين. عربات الإسعاف وتنفذ الجمعية برنامج متابعة الإمام وفيه يتم توفير عدد من السماعات الكبيرة التي تستند إلى عربات في المناطق التي لا يصل إليها صوت إمام التراويح في الحرم؛ لتبقى الصفوف متصلة ببعضها صوتا وصورة ويستفيد من هذا البرنامج نحو 175 ألف مصل ليلة 27، ويهدف البرنامج إلى تخفيف الزحام في الحرم بتوفير أماكن يصل إليها الصوت، كما توفر الجمعية وجبات للمتعاونين مع القطاعات الحكومية عبارة عن تحفيز بسيط لهذه الفئة المتميزة.