أوردت صحيفة ال«جارديان» البريطانية على صدر صفحتها الأولى أمس تقريرا ميدانيا لمراسلها، سعيد شاه، تحت عنوان «مد البؤس في باكستان». يروي شاه في تحقيقه معاناة الآلاف من النازحين الباكستانيين، من أمثال اللاجئة حبيبة التي تقطعت بها السبل جراء السيول والفيضانات التي ضربت البلاد مؤخرا وأودت بحياة أكثر من 1500 شخص وشردت حوالى 14 مليون آخرين. يقول التقرير إن حبيبة تمكنت من الوصول إلى منطقة سوكار في إقليم السند مع ساعات الصباح الأولى بعد أن كانت قد قطعت الفيافي والقفار سيرا على الأقدام لمدة ثلاثة أيام بلياليها بدون توقف، سعيا لإيجاد مكان آمن لم تجرفه السيول بعد لكي تأوي إليه. تنقل الصحيفة عن حبيبة قولها إنها غادرت قريتها «مراك بيجاراني» الواقعة على بعد 40 ميلا من منطقة كاشمور، إذ حشرت نفسها مع 60 شخصا آخر من جيرانها على متن جرار واحد يجر وراءه مقطورة واحدة. وتروي حبيبة كيف أنها وجيرانها تمكنوا فقط من حمل بعض قطع الثياب وآنية الطبخ والفرش قبل أن يغادروا مناطقهم المنكوبة. وتذكر إنها قطعت الرحلة الطويلة مع اثنين من صغارها، لكنها لا تدري ما الذي حل بزوجها وخمسة آخرين من أطفالها الذي لم يتمكنوا من الالتحاق بنصف سكان القرية الذين استطاعوا أن يلجأوا إلى القسم الذي لم تغمره المياه من أحد السدود المنهارة لحظة اندفاع المياه وغمرها للمنطقة.