الذين حاولوا أن يجدوا مقعدا على أية رحلة جوية تتحرك من أية مدينة لأية مدينة في المملكة وفشلوا، والذين قضوا الساعات في المطارات بانتظار رحلة تأجل موعد إقلاعها، هؤلاء وأولئك يعلمون معنى المعاناة مع الخطوط السعودية. والذين كتبوا المقالات ورفعوا صوتهم مسائلين الخطوط السعودية عن أسباب ذلك كله، ويطالبونها بحل لذلك كله، يعلمون عن أمر المعاناة كذلك. والذين لم يحاولوا البحث عن مقعد، ولم تنحرق أعصابهم بانتظار رحلة مؤجلة عن موعدها، والذين لم يكتبوا حرفا كذلك، يعلمون عن هذه المعاناة من خلال ما يسمعونه أو يقرأونه. ووحدها الخطوط السعودية والمسؤولون فيها وعنها لا يعلمون عن ذلك شيئا، ولو سمعوا أو قرأوا أو علموا لحاولوا أن يجدوا حلا، أو اعتذروا للغاضبين منهم واللائمين لهم عملا بقول الشاعر القديم: «فليسعد النطق إن لم يسعد الحال».صمتت الخطوط السعودية صمت من لا يقرأ أو يسمع أو يهتم بكل ما يقال أو يكتب، ثم تمخض صمتها عما اعتبرته حلا لما يعاني منه عملاؤها، كاشفة عن زيادة عدد طائراتها لتبلغ 82 طائرة، مؤكدة أنها بذلك تسعى لمواجهة تزايد الطلب على الرحلات الجوية، ولم تكتف الخطوط بذلك الخبر الذي اعتبرته بشرى لعملائها، بل أضافت أن هؤلاء العملاء سوف يتمتعون على متن طائراتها بخدمة الإنترنت والجوال والبريد الإلكتروني، وأهم من ذلك كله، أن رجال الأعمال سوف يتمتعون بمقاعد وثيرة تتحول إلى أسرة للنوم ذات كبائن منفصلة. والذي ينبغي على الخطوط السعودية والقائمين عليها أن يعلموه، أن عملاءها لا يريدون طائرات ببريد إلكتروني وجوال ورسائل ووسائط خدمات ومقاعد تتحول إلى أسرة للنوم وكبائن مغلقة، ما يريده العملاء مقعدا يتمكنون من الحجز عليه حينما يضطرون للسفر على متن طائرة، وما يريدونه مواعيد دقيقة للرحلات وصيانة جيدة للطائرات لا تضطر بعدها أن تعود من منتصف المدرج لإصلاح خلل طارئ، ما يريده العملاء أن توفر لهم الخطوط السعودية الخدمة اللائقة التي يجدها أي مسافر على متن أية شركة تحترم عملاءها، وهم دون شك لا يحتاجون أن يحجزوا «سويت» فيما لو فكرت الخطوط أن تدعم أسطولها بطائرات أخرى جديدة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة