أكدت مصادر في السلطة الوطنية الفلسطينية أن إطلاق المفاوضات المباشرة مع إسرائيل مشروط بموافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وقف الاستيطان، بما يشمل القدس ومرجعية حدود الدولتين. وأشارت المصادر في حديث ل«عكاظ» أن السلطة ترغب في الدخول في المفاوضات المباشرة، بيد أنها قالت إنه يجب أن تنطلق المفاوضات على أسس واضحة. وعلمت «عكاظ» من مصادر موثوقة، أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل سيصل الأسبوع المقبل إلى المنطقة، للتنسيق مع الفلسطينيين والإسرائيليين لإطلاق المفاوضات المباشرة. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد بعث برسالة إلى الرئيس محمود عباس محذرا من أن رفضه الانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل الشهر المقبل، ستكون له تبعات على العلاقات الأمريكية الفلسطينية، فضلا عن عدم مساعدة واشنطن في تمديد فترة وقف الاستيطان في أراضي الضفة الغربية. ولوح أوباما في رسالته ب«العصا والجزرة»، بيد أنه جدد التزامه بإقامة الدولة الفلسطينية، وتأمل الولاياتالمتحدة في إعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين المجمدة منذ ديسمبر 2008 عقب الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. ولم تنف المصادر الفلسطينية احتمالات انطلاق المفاوضات المباشرة مع إسرائيل بعد عيد الفطر، وقبل 26 سبتمبر المقبل (موعد انقضاء فترة التجميد الأحادي الجانب الذي أعلنته إسرائيل لمشاريع البناء في المستوطنات). وأضافت أن جولة ميتشل ستحدد ملامح التحرك الأمريكي والجدول الزمني لإطلاق المفاضات المباشرة. من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن الوقت حان ليعود الفلسطينيون والإسرائيليون إلى مفاوضات السلام المباشرة، محذرا من عواقب قد تترتب على عدم المباشرة في هذا المسار. ولم يؤكد المتحدث فيليب كراولي المعلومات التي أوردها مسؤول فلسطيني نهاية الأسبوع الماضي عن تحذير الرئيس الأمريكي باراك أوباما في رسالة وجهها إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من تأثير أي فشل في المفاوضات سلبا على العلاقات الفلسطينية الأمريكية، من دون أن ينفيها. وقال كراولي في تصريحه اليومي للصحافيين «نعتقد بحزم أن الوقت حان للانتقال من مفاوضات الممكن إلى المفاوضات المباشرة»، مضيفا أن «رسالتنا تقتضي بأن نقول إنه الوقت المناسب، وعلى الجانبين ألا يفوتا هذه الفرصة». وردا على إصرار الصحافيين على الحصول على تأكيد بشأن الرسالة الموجهة من أوباما إلى عباس، كرر كراولي التأكيد «إننا نعتقد أن الأمر طارئ». يشار إلى أن الجانبين شرعا في مفاوضات غير مباشرة برعاية أمريكية في مايو الماضي، إلا أنها لم تأت بثمارها حتى اليوم. وربط عباس العودة إلى المفاوضات المباشرة بالتجميد الكامل للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية. ورأى كراولي في «الضوء الأخضر» الذي أعطته جامعة الدول العربية لمعاودة المفاوضات المباشرة أمرا مشجعا.