يعود المبعوث الأمريكي جورج ميتشل إلى المنطقة مجددا بهدف تسريع خطى جهود السلام، والانتقال من المفاوضات غير المباشرة إلى المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، حيث سيجري محادثات مع الرئيس الفلسطيني أبومازن في رام الله اليوم. وأفادت مصادر أمريكية في تصريحات ل«عكاظ» أن هناك فرصة حقيقية باتجاه التوصل إلى مفاوضات مباشرة بين الطرفين، مؤكدة أن إجراءات بناء الثقة التي سيطرحها ميتشل على الفلسطينيين ستشتمل على محفزات أمنية واقتصادية للسلطة الفلسطينية. وكان أوباما قد دعا أخيرا إلى استئناف المفاوضات المباشرة قبل 26 سبتمبر (موعد انتهاء مفعول تجميد الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة)، كما وعد أوباما رئيس السلطة محمود عباس أخيرا ببذل كل الجهود لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل. ووصفت مصادر الرئاسة الفلسطينية في تصريحات ل«عكاظ» أن واشنطن حريصة على الانتقال من المفاوضات غير المباشرة إلى المباشرة، بيد أنها قالت إن هناك استحقاقات للمفاوضات المباشرة على إسرائيل الالتزام بها أولا. وأشارت إلى «أن السلطة الفلسطينية أكدت لأوباما التزامها بالانخراط في عملية سلام جادة ومستمرة، تقود إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن الأراضي الفلسطينية التي احتلت العام 1967».من جهته، أفاد الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية في حركة فتح أن على إسرائيل الالتزام بوقف الاستيطان وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، إذا كانت حريصة على الدخول في مفاوضات مباشرة، مشيرة إلى أن السلطة حريصة على الاستماع إلى وجهات نظر ميتشل حيال استئناف المفاوضات. وكان عباس قد كرر أكثر من مرة استعداده للدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وإنما بعد حصول تقدم في المفاوضات حول قضيتي الأمن والحدود والاستيطان. ويحاول جورج ميتشل دفع مفاوضات السلام قدما، وذلك بإطلاق مباحثات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في محاولة جديدة للدفع نحو إجراء مفاوضات سلام فلسطينية إسرائيلية مباشرة، على أمل تحقيق ذلك قبل انتهاء التجميد الجزئي للبناء الإسرائيلي في الضفة الغربية. ومن المقرر أن يستهل ميتشل جولته الجديدة من محادثات السلام غير المباشرة التي تستغرق ثلاثة أيام، بالاجتماع مع وزير الدفاع الإسرائيلي باراك قبل إجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما يجتمع ميتشل مع القيادة الفلسطينية في مدينة رام الله في الضفة الغربية اليوم، قبل العودة للقاء نتنياهو مرة أخرى غدا. وأوقف الفلسطينيون مفاوضاتهم المباشرة مع إسرائيل في ديسمبر 2008 إثر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.