ما نحن متصالحون عليه ومتفقون فيه من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب وعلى مدار الكرة الأرضية كلها هو الاعتراف أن العنف ضد المرأة! .. ولا نقول غير هذه العبارة وحين تم تطويرها قلنا العنف ضد الأطفال! واكتفينا بأن العنف لا يكون إلا مع الضعاف العاجزين وفي الكون الوسيع .. الجميع متفقون ويتفقون أن الضعيف امرأة وطفل، وأن القوي هو «الرجل»! وتصالحنا على هذه المفاهيم كمسلمات يتم التسليم بها، وسادت وانتشرت وصارت حديث المجالس وحديث الحقوقيين من جمعيات حقوق الإنسان إلى منظمات الأمم المتحدة! والقواعد لا تتغير، والقاعدة العمومية تقول إن المرأة والطفل أضعف مخلوقات الله من الكائنات البشرية، والرجل أقوى الكائنات البشرية وبالتالي العنف لا يكون إلا ضد الضعيف! ولهذا يسود القول الشائع العنف ضد المرأة العنف ضد الطفل ..! حسنا عفوا ياكرام .. ماذا عن العنف ضد الرجل؟! ماذا عن الرجل القوي المفتول العضلات، الذي ينال المناصب القيادية، ويشارك في المعارك ويحمل السلاح يحارب، والذي لايبكي «عيب» ماذا عنه؟! ألا يمارس أحد العنف ضده! هل هذا صحيح أن العنف في حياة البشر ضد المرأة والطفل! وأن الرجل هو المرتكب للعنف الجاني على مخلوقات الله الضعيفة ولا يمكن أن يكون المجني عليه لأنه الأقوى! في رأيي أن التسليم بمسلمات تقسم الخير والشر حسب نوع الجنس في المجتمعات الإنسانية، وحسب القوة العضلية للفرد فكر بائد ولا يصلح أن يستمر فينا سائدا!! مثله مثل النظريات العلمية التي ظهرت بعدها نظريات جديدة تخالفها وتنتقدها وما أكثر هذه الحقائق في يومياتنا التي تنقض ما فات وتكيل عليه التراب! وكذلك العنف ضد المرأة .. عبارة مختلقة ومراوغة ولا تنفع النساء بشيء .. لأن العبارة الأصح أن نقول العنف ضد الإنسان! فلو لم يتشبع الرجل بفكرة أنه الأقوى وأن المرأة ضعيفة ما استطاع تمرير عنفه ضدها ولكن لأن الإقرار المجتمعي يعترف بقوته أراد إثبات هذه القوة وإظهارها على حيز الوجود دون أن يخاف أو يتردد فهو يمارس حقه أو يعلن عن حقيقته المعترف بها! وتأملوا أن لغة العصر تتفق مع مضامين الأديان السماوية في تقرير هذه الحقيقة الأكيدة أن «الإنسان» هو المشار إليه وليس النوع! فالأعمال الصالحة للرجال وللنساء، الخطايا والذنوب على الرجال والنساء! العبادات للرجال والنساء، العقوبات للرجال والنساء، والجزاء للرجال والنساء، وهكذا لا تقاس الأمور بالنوع ولا بالعضلات ولا بالقوة والضعف! في كل الكتب المقدسة لا تجد إقرارا حتميا يجعل الرجل في مأمن عن العنف! بل ورد ذكر نساء قويات ولم تتجاوز عن ذكرهن الكتب السماوية! وانظروا للعصر الراهن كم رجل في الشرق والغرب ضربته امرأته! حالات كثيرة كان فيها الرجل مضروبا بالجزمة أعزكم الله وبالمخدة وبالمكنسة .. وهلم جرا، لكن العقل الإنساني مبرمج في اتاجه فتش عن المرأة .. وانصر المرأة ظالمة أو مظلومة، الضحايا من الرجال كثيرون لكن الفرق لسان المرأة وهو أقوى عضلة لايستعملها الرجل! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة