اهتمت وسائل الإعلام الألمانية والأوروبية بالجولة العربية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز، وركزت على أهمية الدور السعودي والاستراتيجية الرامية لتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة، وضرب الأمثال للدول المحورية التي تتصدى لأدوار مهمة ومماثلة في هذا الصدد. ونقلت مجلة دير شبيغل الأسبوعية الألمانية في صفحتها الإلكترونية الصادرة أمس الأول، لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك وتفعيل دور لجنة المبادرة العربية، فضلا عن التشاور حول الدور المصري لتحقيق المصالحة الفلسطينية، والتي رأت المجلة أنها خطوة تتماشى مع جهود وتطلعات الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي ركز في جولته هذه على تحريك عجلة السلام، وتحقيق التوافق العربي على جميع الأصعدة، لا سيما على الساحة السورية اللبنانية. وكتبت مجلة دير شتيرن الألمانية في عددها الصادر الجمعة ناقلة زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى لبنان. ونقلت المجلة عن الصحف اللبنانية عنوان «مرحبا بملك الإنسانية»، منوهة بجهود خادم الحرمين الشريفين لتحقيق التوافق السوري اللبناني بعد عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وذكرت أن بيروت ترى في القمة الثلاثية ما بين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد والرئيس اللبناني ميشيل سليمان، جدوى سياسية ذات قيمة فاعلة. ونوهت بأن خادم الحرمين الشريفين يولي أهمية قصوى للتوافق وتقريب وجهات النظر، كما أن الاستراتيجية السعودية تعتبر المؤثرة في المنطقة وتلعب دورا مهما، وإذا دلت على شيء فإنما تدل على أن هناك قناعة للدبلوماسية السعودية بضرورة التنسيق من أجل التوصل إلى تسوية سلمية في الصراع العربي الإسرائيلي. أما صحيفة برلينر مورجنبوست الصادرة الجمعة في برلين، فقد تناولت أهمية الدور السعودي في تحقيق التهدئة في الشرق الأوسط، واعتبرت زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى لبنان زيارة تاريخية ومهمة، وأنها تصب في دبلوماسية المصالحة العربية التي تشكل إطارا مهما للدبلوماسية السعودية، ولدور خادم الحرمين الشريفين بشكل خاص. من جانب آخر، نشرت الصفحة الإلكترونية لإذاعة صوت ألمانيا عن جولة الملك عبد الله بن عبد العزيز ووصفتها بأنها تأتي في ضوء التحرك الدبلوماسي السعودي لتحقيق نجاحات على المسار السوري اللبناني، وكسر ما أسمته بالجمود في ملفات عدة. ورأى الدبلوماسي اللبناني وسفير لبنان الأسبق لدى واشنطن رياض طبارة أن المملكة قادرة على التحاور بشكل هادئ وأفضل وجدي مما تقوم به الدبلوماسية الأمريكية.