لصناعة الخبر والمادة الإعلامية تاريخ ممتد وملهم، وفي متحف «نيوزيوم» الواقع على شارع بنسلفينيا بالقرب من الكونجرس في العاصمة الأمريكيةواشنطن، يمكنك دخول التاريخ الذي دون ووثق بالحرف والصورة التاريخ نفسه. لكن هذا المتحف يخرج بك عن تقليدية عرض المتاحف لكل ما هو قديم وأثري إلى تقديم آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في علوم الصحافة والإعلام، ففي الوقت الذي يمكنك مطالعة أول الصحف التي عرفتها الحضارات بلغات بائدة، يمكنك مشاهدة أفلام بالبعد الرباعي ما بعد الثلاثي ويمكنك تقديم نشرة إخبارية مصورة داخل استديو الأخبار، ويؤكد مراقبون أنه «أكثر المتاحف تقدما تكنولوجيا وتفاعلا في العالم». يضم المتحف الذي فتح أبوابه في العام 2008 بتكلفة 450 مليون دولار، معروضات وصورا لنشأة الصحافة ووسائل الاتصال، ويتوزع على طوابقه الستة 15 مسرحا و14 قاعة مجهزة تعمل 23 ساعة في اليوم، إلى جانب 130 جهازا للتفاعل التبادلي مع الجمهور، وبين الزوايا عروض مرئية تحكي أكثر قصص الصحافة إثارة. ويعرض المتحف في أحد أركانه صورا صحافية حققت جوائز عالمية وأفلاما وثائقية لقصص التقاط هذه الصور، وهناك 1843 نصبا تذكاريا لصحافيين قتلوا أثناء تأدية مهماتهم في تغطية الأخبار ما بين عامي 1837 و2007. ويؤكد المسؤولون في المتحف أن الهدف الأساسي من بنائه هو تعريف الناس بحرية الصحافة وإلهامهم وكذلك تسليتهم، والأهم من ذلك عرض إخفاقات وسائل الإعلام وانتصاراتها. ويمكن للزائر مشاهدة عرض بالصوت والصورة لواحدة من أكبر انتصارات الصحافة وهي فضيحة ووترجيت للتجسس التي كشفتها صحيفة واشنطن بوست في العام 1972، ويعرض المتحف الباب الذي قاد إلى اعتقال الرئيس ريتشارد نيكسون والمتابعة الإخبارية للحدث. ومن بين المعروضات في متحف نيوزيوم قطع من جدار برلين يبلغ وزنها 60 طنا، ويعود سبب عرضه في هذا المكان لإبراز كيف كانت حكومة ألمانياالشرقية السابقة تسجن المواطنين داخل بلادهم، لكنها لم تستطع أن تمنع دخول الأخبار والمعلومات التي كانت تبثها الولاياتالمتحدة وأوروبا الغربية. وفي إحدى ردهات المتحف هناك عرض للصفحات الأولى من صحف عالمية بكل اللغات من بينها صحف الحياة والشرق الأوسط والنهار العربية، وهو عدد الثاني من سبتمر للعام 2001 الذي غطت فيها الصحف الاعتداء على برج التجارة العالمية في منهاتن نيويورك، وفي الموقع نفسه بقايا من برج التلفزيون المدمر الذي كان على سطح أحد مبنيي مركز التجارة العالمي.