[Decrease font] [Enlarge font] مرت الاحد ذكرى 40 عاما على تفجر فضيحة ووترجيت الشهيرة في الولاياتالمتحدة.. عندما لاحظ أحد حراس مقر «اللجنة الوطنية الديمقراطية» بمجمع ووترجيت في واشنطن وجود شريط لاصق يغطي قفل أحد الأبواب، وذلك في الساعة الواحدة صباح يوم 17 يونيو 1972. وأطاحت هذه الفضيحة بالرئيس الأمريكي في ذلك الوقت ريتشارد نيكسون، الذي تنحى في أغسطس 1974 - ولكن ذلك بعد عمل دؤوب من صحفيين اثنين من صحيفة واشنطن بوست كان له الفضل أيضا في تغيير تاريخ الصحافة الأمريكية. اتصل الحارس بالشرطة التي أسرعت إلى مجمع ووترجيت الواقع بجوار «مركز جون كنيدي للفنون الأدائية» وألقت القبض على خمسة رجال اقتحموا المجمع، ليس لسرقة أي شيء وإنما لوضع أجهزة تنصت الكترونية. وبدا الأمر في البداية وكأنه اقتحام أهوج من هؤلاء اللصوص الشباب، ولكنه سرعان ما تحول إلى فضيحة سياسية جديدة من نوعها، كلفت الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت منصبه وجعلت من اسم ووترجيت رمزا للفضائح السياسية في العالم لتصاغ على غراره أسماء فضائح مثل كلايمت جيت وإيران جيت وكاميلا جيت وروبي جيت. كان إعادة انتخاب ريتشاد نيكسون في نوفمبر 1972 لولاية ثانية متغلبا على منافسه الديمقراطي جورج ماكجفرن أمرا محسوما. ولذلك اعتبر أغلب المحللين فضيحة ووترجيت كأن لم تكن. ولكن تساؤلات بدأت تدور في خاطر الصحفيين العاملين في واشنطن بوست حول سبب ارتداء اللصوص بذلات وتواجد أحد المحامين على الفور وعمله جاهدا من أجل إطلاق سراحهم من حبس الشرطة. كان نيكسون، الذي لم ينس بعد مرارة هزيمته أمام الديمقراطي صاحب الشخصية الكاريزمية جون كنيدي في الانتخابات الرئاسية عام 1960، على قناعة بأن فترة الولاية الثانية التي يتمناها في خطر، وأعد «قائمة أعداء» من هؤلاء الذين يعتقد أنهم ضده. «جميع رجال الرئيس» كان الصحفيان هما بوب وودوارد وكارل برنشتين -وكلاهما كان دون سن 30 عاما- وقام الممثلان روبرت ريدفورد وداستن هوفمان بتجسيد شخصيتهما فيما بعد في فيلم «جميع رجال الرئيس» الذي دار حول الفضيحة. وكان من المفارقات أيضا أن أحد اللصوص يحمل شيكا بقيمة 25 ألف دولار من حملة إعادة انتخاب الرئيس لفترة ثانية. وكان نيكسون، الذي لم ينس بعد مرارة هزيمته أمام الديمقراطي صاحب الشخصية الكاريزمية جون كنيدي في الانتخابات الرئاسية عام 1960، على قناعة بأن فترة الولاية الثانية التي يتمناها في خطر، وأعد «قائمة أعداء» من هؤلاء الذين يعتقد أنهم ضده. تورط نيكسون أخذ وودوارد وبرنشتين على عاتقهما محاولات كشف الحقيقة، ورغم فوز نيكسون في انتخابات 1972، نشرت واشنطن بوست وقائع محاكمة لصوص ووترجيت، ما دفع البيت الأبيض والكونجرس الأمريكي إلى التحقيق في القضية. وكشفت التحقيقات عن تورط نيكسون الذي حاول أيضا استغلال نفوذه لعرقلة التحقيقات، وبدأ حلفاؤه في الابتعاد عنه، واضطر في النهاية للاستقالة فى 9 أغسطس 1974 ليكون أول رئيس أمريكى والوحيد الذى يجبر على التنحى. ولكن إلى أن توفي في عام 1994، ظل نيكسون مقتنعا بأنه لم يرتكب خطأ.