بغض النظر عما أثارته الكاتبة الجنوب إفريقية، نادين غور ديمر، من غضب واسع، حين شاركت في معرض للكتاب، أقامته إسرائيل منذ عدة أعوام في القدس، فإن وضع صورة تلك الروائية الحائزة على جائزة نوبل في الآداب، عام 1991، في عملة ذهبية لجنوب إفريقيا، يعد تكريما كبيرا، ليس لها وحدها، ولكن للأدباء كافة، وللثقافة التي لا تحتل حيزا كبيرا في أذهان الناس، خاصة هذه الأيام، وما شهدته فعاليات مباريات كأس العالم الأخيرة من هوس وجنون وتقليعات غريبة، فاقت كل حد، يدعم تلك النظرة المتداولة حاليا، أن الثقافة بكل ما قدمته، تنتقل نحو المتحفية، وقريبا جدا، لربما لا يعثر كاتب على قارئ يقرؤه، ولا شاعر في أمسية شعرية، على مصفق يتكبد عناء ضرب يديه، بعضهما ببعض. العملات الخاصة بالدول، غالبا ما تتبع نهجا معروفا، وهي أن توضع عليها صورة زعيم ساهم في تأسيس دولته، أو ارتقى بها، وبرفاهيتها، ونادرا ما تضم ناشطين في مجالات أخرى، ولعل وضع صورة الكاتبة التي عرفت أيضا بنضالها الطويل، ضد الفصل العنصري، ومناهضتها لنظام بريتوريا السابق، الذي جعل الحياة للبيض وحدهم، مغفلا أبسط حقوق الإنسان، لعل ذلك يعتبر، بادرة جديدة لمصادقة الثقافة، لمد اليد لها، ورد الاعتبار إليها، وتحويل أذهان الأجيال الجديدة، إلى محور مهم من محاور الحياة، بل ومن المحاور التي ترتكز عليها الحياة بشكل كبير، سيكون في العملة الذهبية وجه مغاير، حتما سيجلب التساؤل، وتبتسم الثقافة عامة.. الروائي خاصة، من بين متعاطي الثقافة، جدير بالاحتفاء به، بغض النظر عن آرائه الخاصة التي تفسد أحيانا نهج عمله الإبداعي، وشخصيا لا أحبذ أن ينخرط روائي في السياسة بشكل مباشر، أو يتخذها ركيزة، للشهرة غير الإبداعية، أقول إن الروائي يصيغ العالم كما يتصوره، وهو أقدر على ابتكار طرق جديدة في المعرفة وتوجد أنواع من الروايات، خاصة رواية البحث والتحري، ساهمت في اكتشافات جديدة، لمعرفة جديدة، واستحق كتابها الثناء، والقارئ لروايات نادين غورديمر، يكتشف تلك الأجواء المرصعة بالمرارة، وتلك التعرية اللامحدودة، لنظام كان قائما على اللا إنسانية، وأرى عن اقتناع، أنها تستحق أن تتصدر صورتها عملة سيتداولها الناس فيما بعد. للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 104 مسافة ثم الرسالة