يسافر السعوديون خلال الصيف لمختلف جهات العالم لأغراض متعددة، وفي كل موسم تطالعنا الصحف بأخبار مؤسفة عما يتعرض له السائح السعودي من مضايقات متنوعة، تصل للاهانة والإيذاء النفسي والجسدي. وبغض النظر عن ملابسات وتداعيات مثل هذه القضايا، ومدى قدرة السفارات السعودية على التعامل مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للسفراء بفتح أبوابهم لخدمة رعايا المملكة؛ فإن التساؤل الذي يطرح نفسه وبقوة: هل السائح السعودي مستهدف؟. يرى كثير من المعلقين بأن السائح السعودي مستهدف نتيجة للسمعة الاقتصادية للمملكة، وانعكاسها على وضعه المالي، وما يصاحب ذلك من مبالغة البعض في الصرف ببذخ، وتفاخرهم بالمجوهرات والسيارات، وجهلهم بأنظمة الدول المزارة، وكلها مبررات تشكل بيئة خصبة لاستهدافهم. بالمقابل، هناك من يؤكد بأن السائح السعودي غير مستهدف، وما قد يحصل من حوادث فردية يكون هو المتسبب الأول فيها، حين يتظاهر بالبذخ والثراء، وقد يكون اقترض مصاريف سفره!. وقد دعت وزارة الداخلية السياح خارج المملكة للمحافظة على القيم والمبادئ الإسلامية، والعناية بممتلكاتهم ووثائقهم، ومعرفة أنظمة وقوانين الدول المزارة والالتزام بها، والابتعاد عن مواضع الاشتباه. وإن كان الشيء بالشيء يذكر، فإنه لم يسبق أن حذرت أي جهة السياح داخل المملكة، وذلك لأن السياحة الداخلية نقية في مجملها، يمكن الاستمتاع بتنوعها، وثرائها، والجمع بين الأجر، والمتعة والفائدة، والشعور بالأمن والأمان،إذ يكفيك أنك في وطنك، ولن تتعرض للإهانات والمضايقات التي قد تتعرض لها سائحا خارج الوطن. ومن المؤكد أن السائح السعودي لن يضطر للسياحة الخارجية لو توفرت له أدنى مقومات السياحة الداخلية، التي يأتي على رأسها الاهتمام بالبنية التحتية، وتطوير وسائل النقل، وإنشاء الفنادق الراقية من فئة الخمس نجوم، التي لم يحصل على تصنيفها سوى (23) فندقا فقط بالمملكة خلال العام الحالي! وتوجيه الجهد الأكبر لتحديد أسعار المرافق الترفيهية المبالغ فيها، والتي قد تفوق مثيلاتها في دول أخرى. وعلى الرغم من الجهود المشكورة لهيئة السياحة والآثار التي أعادت شيئا من الأهمية للسياحة الداخلية، إلا أنها تحتاج للمزيد من التسويق (Marketing) الجيد للمعالم السياحية والحضارية المتنوعة بالمملكة، والدعم الحقيقي من رجال الأعمال، وخاصة ما يتعلق بتخفيض الإيجارات المرتفعة للمساكن والمرافق السياحية، وهو ما قد يسهم في التقليل من نسبة السياحة الخارجية، وحماية السائح السعودي من الوقوع بين فكي كماشة الاستهداف المالي في الداخل، كما هو الحال في الخارج!. أخيرا، فإن كل ما يصرف للسياحة في الداخل يعود بالنفع على الوطن والمواطن، وبالمقابل فإن تدني مصاريف السياحة الخارجية قد يكلف السائح السعودي أضعافها لو تعرض لأدنى مكروه!. * جامعة الملك سعود-كلية التربية [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 272 مسافة ثم الرسالة.