انتقلت مملكة ماليزيا إلى العالم المتقدم نتيجة للجهد الكبير والتخطيط السليم من قبل أبو الاقتصاد الماليزي الدكتور مهاتير محمد رئيس الوزراء في الفترة (1981 2003) من الميلاد وهو صاحب القول المشهور (إذا أردت الحج أو العمرة فوجهتي مكة أما إن أردت العلم فوجهتي إلى اليابان). وتقع ماليزيا في جنوب شرق آسيا على المحيط الهندي ويبلغ عدد سكانها حسب آخر إحصائية 25 مليون نسمة، 62 % منهم من المسلمين، ومعدل الزيادة السنوي في عدد السكان في ماليزيا هو في حدود 2.5 % وهي من البلاد المتعددة الأعراق ويمثل العرق الصيني ما نسبته 68 % من السكان. وحصلت ماليزيا على استقلالها من بريطانيا في العام 1957 من الميلاد أي من حوالى نصف قرن. وقد جند مهاتير محمد طاقات البلاد للنهضة في مشروع سماه «ماليزيا في عام 2020»، فذكر أنه بحلول العام 2020 يجب أن تكون ماليزيا دولة لديها مجتمع متماسك يتمتع بالثقة العالمية ويدعم القيم الأخلاقية. ومن أقواله المشهورة أن الجيل الماليزي الحالي يجب أن يكون الجيل الأخير الذي يعيش في دولة تصنف كدولة نامية وكان هدفه الذي عمل من أجله أنه بحلول العام 2020 على ماليزيا أن تكون رائدة في مجال الصناعة والتقنية ومن الدول المتقدمة في العالم، ومن أجل تحقيق هذا الهدف تم تأسيس مجتمع معرفي يدعم الإبداع ولا يقتصر دوره على استهلاك التقنية بل المساهمة في مستقبلها العلمي، وهذا واقع المجتمع الماليزي في عصرنا الحالي. فبعد أن كانت ماليزيا بلدا يعتمد كليا على المواد الأولية والإنتاج الزراعي أصبحت دولة صناعية متقدمة ورمزا من رموز الثورة الاقتصادية المذهلة في عالم اليوم. فحسب الإحصائيات الحديثة تبين أن قطاع الصناعة والخدمات يساهم بما نسبته 90 % من الناتج القومي الماليزي، وبلغت نسبة الصادرات من السلع المصنعة محليا حوالى 85 % من الصادرات الخارجية، وأدى هذا إلى انخفاض نسبة الفقر من 52 % إلى 5 % من عدد السكان. وبسبب هذا التطور زاد الدخل الشهري للمواطن الماليزي 1300 دولار في عام 1970 إلى أكثر من 8000 دولار في العام 2009 من الميلاد، وبذلك انخفضت نسبة البطالة إلى أقل من 4 % من عدد السكان. ولا زلت أذكر جيدا ما قاله زميل لي من ماليزيا جمعنا حفل التخرج في جامعة ويلز في بريطانيا في العام 1990 قال ذلك الزميل: إننا في ماليزيا هدفنا أنه مع بداية الألفية الثالثة يجب أن نكون البلد الثالث على العالم في مجال تقنية المعلومات والاتصالات. وماليزيا اليوم أيها القوم تحتل المرتبة الثانية على العالم في مجال تقنية المعلومات، «إنه الإبداع».. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه. * مدير جامعة أم القرى