وصف رئيس هيئة الاستثمار السورية أحمد عبد العزيز زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى سورية والقمة المرتقبة مع الرئيس بشار الأسد، بأنها محطة مهمة في العلاقة بين البلدين ليس لمصلحة السياسة فقط، بل في جانبها الاقتصادي وصناعة مستقبل المنطقة. وأوضح عبد العزيز ل«عكاظ» أن حضور خادم الحرمين الشريفين إلى دمشق يحمل دلالات على استعادة الوضع الصحي العربي، مع ما تشكله المملكة من ثقل اقتصادي، إذ تفترض الظروف التي تمر بها المنطقة والعالم من تحولات اقتصادية، تفترض تعاونا بين دول المنطقة لإبعادها عن التأثيرات السلبية لهذه التحولات. وفي قراءته للشق الاقتصادي للقمة، أفاد أنها تحمل دلالات سياسية مهمة، وتشكل امتدادا واستمرارا للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، بما في ذلك التعاون الاقتصادي الذي يعد رافعة أساسية للعمل المشترك مع ما يشهد العالم من تحولات اقتصادية تفترض تعاونا بين دول المنطقة، لإبعادها عن التأثيرات السلبية للتحولات الحاصلة على مستوى العالم . وأضاف أن سورية تنظر بأهمية إلى العلاقة السعودية السورية في شقها الاقتصادي، وتعول على أهمية المملكة كثقل اقتصادي له وزنه في المنطقة والعالم، خصوصا أنها تشكل «بيضة القبان» ومركز استقرار للاقتصاد العالمي، ومن هنا، فإننا نستذكر في زيارات خادم الحرمين الشريفين التاريخ كعبرة لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين البلدين خصوصا والدول العربية بشكل عام. وأضاف «خلال الفترة الفاصلة بين الزيارة الأولى للملك عبد الله بن عبدالعزيز في تشرين أول الماضي واليوم، حصلت تطورات في العلاقات الاقتصادية كان بينها توقيع اتفاقيات تجنب الازدواج الضريبي، عقد مجلس رجال الأعمال السعودي السوري، والحضور اللافت للمسؤولين ورجال الأعمال السعوديين في الفعاليات والمؤتمرات والمعارض السورية. ولا ننسى افتتاح مكتب خدمات الاستثمار السعودي أخيرا في دمشق الذي يهدف لتسهيل عمل المستثمرين السعوديين وتعريفهم بالبيئة والفرص الاستثمارية في سورية والأنظمة والقوانين الصادرة حديثا. وفيما يتعلق بالمستوى الذي وصل إليه التعاون الاقتصادي مقابل التنسيق والتعاون السياسي في الفترة الأخيرة، أشار عبد العزيز إلى أن المأمول تحقيق ما هو أفضل في العلاقات الاقتصادية مع المملكة، وأن هناك توجيهات عليا من قبل قيادتي البلدين للعمل على الإفادة من جميع الفرص الممكنة للتعاون بمختلف المجالات، وفي مقدمتها المجال الاقتصادي بناء على الإمكانية المتوافرة. وفيما يتعلق بحجم وأرقام الاستثمارات السعودية في سورية قال عبد العزيز «السعوديون حاضرون اقتصاديا بقوة، وهناك عدد كبير من المشاريع لرجال الأعمال ومستثمرين سعوديين في مجالات الصناعة والنقل والزراعة تم تضمينها خلال العامين الماضيين قيمتها الاستثمارية تتجاوز عشرات المليارات، إضافة إلى مشاريع سياحية ضخمة دخلت العامين الماضيين، وباستثناء الساحة والعقار والبنوك تم خلال الفترة بين 1995 و2010 تشميل 27 مشروعا بقيمة تقارب 70 مليار ليرة سورية». وفي رده على سؤال حول توجه سورية نحو تطوير نظريتها وعلاقاتها الاقتصادية مع دول الجوار وما وراءها، وإمكانية أن تشهد الفترة المقبلة حوارا عمليا بين المملكة كعنصر فاعل، أكد رئيس هيئة الاستثمار السورية أن الرئيس بشار الأسد واع تماما لأهمية منطقتنا وثقلها الاقتصادي لأنها تشكل قلب العالم بما تمتلكه من ثروات وخامات وكتلة مالية ضخمة وكوادر بشرية، قائلا «إن هذه الرؤية تستند إلى وقائع ملموسة، إذ لا يمكن إنكار البعد الاستراتيجي لهذه الرؤية في مواجهة مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي طرح ليرسم خريطة تناسب قوى من خارج المنطقة». وخلص رئيس هيئة الاستثمار السورية إلى أن المملكة بطبيعة الحال، تمثل قطب الرحى في اقتصاد المنطقة، وبالتالي في أية رؤية إستراتيجية يتم طرحها، وأن مشروع البحار الأربعة أو الخمسة بإضافة البحر الأحمر، سيكون موضع نقاش جدي خلال مباحثات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد، ويتعين ألا ننتظر كي يسد الآخرون الفراغ، لأن الاقتصاد اليوم هو المحرك الأساس للسياسة، ونظريات السيطرة تقوم على بناء مصالح القوى الكبرى الاقتصادية.