إذا أردت الطموح فأشعل همتك، وإذا أردت النبوغ فلتقد فكرك، فإن المسافة بين الطموح والنبوغ كالمسافة بين العزائم وتطبيقها. إن من المؤكد ألا يحدث التغيير الشامل والمطلوب دفعة واحدة، بيد أنه يأتي تدريجيا، جزئيا في أدواته، بحسب اجتهادات تخضع لتحركات مناسبة لشروط اللحظة الزمنية واحتياجاتها. في الأهلي، تكمن إشكالية حقيقية «مزمنة»، مواجهتها تكون بمزيد من الصدق والموضوعية، بعيدا عن التبرير والتسويف وكذا النفي المزمن الذي أصبح صفة رئيسة في «نهجه». هذه الإشكالية هي «فكرية» أولا وسادسا، ثم «مالية» سابعا وعاشرا!، هذا الانغلاق لم يستطع أكثر من خمسة رؤساء متلاحقين فتح نوافذه؛ لمسايرة الواقع الاحترافي المبني على الفكر المبادر، لا المبني على ردة الفعل وقرارات الرمق الأخير، هذا التوجه أوصد الأبواب أمام كثير من الشخصيات الأهلاوية؛ الأكثر فكرا والمتوسدين نجاحا ملموسا في مؤسسات المجتمع، لكي يساهموا في انتشال هذا الكيان من التقوقع الذي استوطنه منذ ربع قرن. أما ماليا، فإن هذه القدرة توقفت عند «مبالغ» لا تأتي بأكثر من الفارو وسلفه مالدينوف، وأخيرا النرويجي «سوليد» وهي أسماء تذكرك ببضاعة تقتنيها من أسواق شعبية، هذا الاستثمار والذي سجل للأهلي أسبقية جعلته ذات زمن قبلة للبرازيليين (ديدي، سانتانا، لازروني) الذين ابتدعوا جمالية كرة القدم وغرسوها في أروقة الكرة السعودية، توقف هذا النموذج حينما ضربته ثنائية العجز «فكرا ومالا»، نعم لقد عصفت به رياح الزمن وجعلته يقف حاليا على الشوارع المؤدية للبطولات كسنة من سنن الحياة -كما يقول الدكتور صالح الحمادي، لكنني لا أتفق معه، فإن عودة الأهلي باتت قريبة، ها هو يعود ب(خفي فيكتور) حتى هذا اللاعب الذي يملك بطاقته، لم ير في معسكر بحجج أخشى أن تكون (فيارسية). إن الحلم الذي كان «يانعا» لدرجة القطف في الأسبوع الأول لاختيار الرئيس الجديد أصبح أكثر ذبولا، إذ لم تتبق على الدوري إلا أيام معدودة، وعلى انتهاء تسجيل المحترفين ساعات، ولم يتم التعاقد مع الأجنبيين المتبقيين، فيما جاء مدربهم في الزمن الضائع، إن هذا الواقع المؤلم بدأ إن لم يكن قد استوطن قلوب الجماهير الأهلاوية بألا فائدة من تغيير الوجوه في ظل استوطان جمود الفكر ونضوب المال، كما أن انشغال «الضيوف الجدد» بالإعلام والبحث عنه يزيد من «ارتباكهم» خاصة في ظل وقت مهم بحاجة فيه إلى التركيز أكثر كبداية؛ يتخلصون فيها من مأزق أصبح سنويا. إن انشغالهم بمتابعة الإعلام ومجاراته والتعليق عليه واستلهامهم لسياسة البيانات تشغلهم كثيرا عن المهمات الرئيسة التي جاءوا من أجلها وهو العمل والعودة بالأهلي لمكانته في سلم الأندية. *** * إن من حق كل «إنسان» أن يتمتع بإجازته، ولكن كان على رئيس الأهلي أن يتحمل مسؤولياته خاصة أنه طلب الرئاسة وسعى لها بكل الأدوات، كان عليه تجهيز الفريق بمقومات النجاح الذي تجعله يدخل غمار المنافسات وهو أكثر استعدادا «مدرب وأجانب»، ثم يتمتع بإجازته، لا يتمتع بإجازته ثم يفتكر الفريق فهذه ردة فعل «متأخرة يا ريس». * استمرار «جيش الإداريين» في الفريق يبدو أنها قضية أكبر من قدرات الإدارات اللاحقة، ف(الريس) وعد بحلها في أول اجتماع لإدارته لكن الإشكالية ما زالت مستمرة، ها هو المدرب الجديد يشتكي من كثرتهم. * إن ردة الفعل والقرارات في الوقت الأخير، دائما ما تأتي ارتجالية أكثر منها مدروسة، لذا فتعاقدات الأهلي في الوقت الضائع وقبيل انتهاء فترة التسجيل إن تمت فهي لن تخرج عن نجاح كان الحظ فيه لصالح «هذا الجمهور» المغلوب في حبه أو كأسلافهم ستشتكي منهم مقاعد الاحتياط. * قراءة متأنية للكلمات الواضحة وللأخرى المتغلغلة في ثنايا سطور «سلمان السديري» في حواره مع الزميلة هناء العلوني هو الداء الذي يجب على الأهلاويين الاعتراف به ويجب معالجته بصدق وموضوعية. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة