نجيد ونتفنن دائماً في لعبة المقارنة بين الأشياء ، فنكتشف بعد فرز كل نتائج اللعبة أن الفكر السليم دائماً ما يكسب وينتصر حتى على من يمتلك خزائن مليئة بالمال. وفي مجال الرياضة وكرة القدم تحديداً القاعدة تقول أعطني فكراً أمنحك بطولة ، وهذا ما ثبت لنا عبر عقود مضت من حزمة التاريخ لكنها كدروس لا زالت حاضرة نتذكرها كلما وجدنا عشوائية الماليين تطغى وتسود وتكتسح. كفكر أي نادٍ أو فريق قادر على أن يصنع لذاته رقماً خاصاً يجيز له الحق المشروع في المنافسة فالفكر في العمل .. في الابتكار .. في التخطيط .. في اختيار الكوادر المؤهلة والأهم في كيف تصنف فريقاً فنياً يصعب على الآخرين هزيمته. كل هذا بالفكر والفكر الصحيح أهم وأبلغ أثراً من المال وإن كان المال مكملاً ومؤثراً إلا أن استثماره رياضياً يظل في أمس الحاجة لعقول تديره وتحدد اتجاهات سيره. محلياً لم يكسب الأهلي هذا الحضور الفني الرفيع إلا بالفكر أعني فكر الاعتماد على كسب الصفقات الشابة التي تعطي لسنوات مع فكر الاهتمام والاعتماد على القطاعات السنية أما الذين اعتمدوا على منهج اليورو والدولار فالحصيلة أنهم بعد نضوب جيوبهم وشحها باتت أنديتهم تحتضر ، وإن أخذت دليلاً واحداً فالاتحاد ليس عنا ببعيد ، فبعد أن كان قوياً بالمال ها هي الإشكاليات تحاصره من كل مكان. الفكر يكسب والرياضة والعمل في مجالها تحتاج إلى من يفكر (صح) لا إلى من يدفع (أكثر) ذلك أن الأول سيكسب أما الثاني فسيتوقف مع آخر ريال في جيبه. أبرم الأهلي أولى صفقاته الشتوية عن طريق عقيل بلغيث ومحسن العيسى وهي الصفقات التي بدأت بالصمت وانتهت بالصمت وأثبت من خلالها تميزه وبراعته في رسم خارطة المستقبل بمثل هذه المواهب الشابة الرائعة التي سيكون لها شأن كبير في تحقيق ما يصبو إليه الأهلاويون الذين يفكرون، ولكن بأسلوب مغاير عن ما نراه في البقية. زمن المرحلة يتطلب رؤية عميقة في متطلبات واحتياجات الأهلي فنياً ، وهذا ما نجحت فيه الإدارة الأهلاوية التي سارعت في إنهاء صيغة التعاقد مع عقيل والعيسى ليكون بذلك أبرز الدعامات الفنية لمركزي الدفاع والمحور. بالطبع هذا نتاج فكر عال الجودة وليس نتاج قوة مالية وما بين الفكر العالي الرفيع وقوة المال يبقى الأهلي كبيراً بل يبقى هو الأنموذج المثالي الذي يسير بمنطق الاحتراف والاحتراف الصحيح. وبما أن الشيء بالشيء يذكر بودي أن أشير بأصابع الإعجاب إلى رقي التعامل من قبل إدارة الفيصلي وتحديداً من قبل رئيسها الخلوق فهد المدلج. فعلى الرغم من كثرة الباحثين عن عقيل بلغيث إلا أن احترام الكلمة المقدمة للأهلي كشفت ديدن هذه الإدارة ومثالية تعاملها. رائع فهد المدلج وكبير نادي الفيصلي لأنهما عكسا الصورة الحقيقية لمعنى احترام الكلمة. أخيراً من يفكر في السليم من القرارات يختصر كل المسافات ولهذا هو الأهلي يسير بثبات الكبار. وسلامتكم،،،