رد معلم قبلة تلقاها من مديره قبل 20 عاما بقبلة مماثلة طبعها على جبينه في ليلة الاحتفاء بالمدير الذي أحيل إلى التقاعد قبل أيام في مكتب التربية والتعليم في وسط جدة. وكان المعلم أحمد الغامدي الذي يعمل حاليا مشرفا تربويا للتربية الإسلامية وجه في بداية حياته المهنية إلى مدرسة ابن خلدون الثانوية التي كان يديرها الدكتور عبدالله هلال الجهني الذي أحيل هو الآخر للتقاعد مديرا للإدارة المدرسية، غير أن الغامدي تلقى تحذيرا من زملائه من مغبة الذهاب إلى هذه المدرسة وحجتهم في ذلك أن «مديرها شديد التعامل مع المعلمين». حاول المعلم الغامدي أن يغير وجهته إلى مدرسة أخرى، لكن مدير شؤون المعلمين آنذاك أصر على ذهابه إلى هذه المدرسة، وحين وصل الغامدي إلى المدرسة، استقبله مديرها بقبلة على جبينه ترحيبا به بعد أن أدى أول حصة دراسية. وفي ليلة تكريم المتقاعدين الدكتور عبدالله الجهني والمشرف مسفر وافية الغامدي قبل أيام في تعليم جدة، رد الغامدي قبلة الدكتور الجهني مدير مدرسته الأولى، وسط تصفيق حار من الحضور وعلى رأسهم مدير التربية والتعليم في محافظة جدة عبدالله الثقفي. وكشفت هذه الليلة جوانب مضيئة من حياة المتقاعدين، ومنها أن الدكتور الجهني كان أصغر مدير مدرسة ووصل إلى هذا المنصب وعمره 11 عاما، وقال مدير التعليم في كلمة بالمناسبة، أن ما تركه المحتفى بهما من آثار وشواهد ستبقى خير دليل على ما بذلاه طيلة 35 عاما في مجال التربية والتعليم. وأضاف الثقفي «أنا شخصيا تأثرت بأسلوب ومنهج المربي الفاضل الدكتور عبد الله هلال عندما كنت معلما في المدرسة التي يديرها باقتدار وحنكة جعلته يحظى بالتقدير من كافة منسوبي التربية والتعليم». وشهد الحفل الذي حضره قيادات تربوية وزملاء مهنة عددا من الفقرات من بينها كلمة وقصيدة شعرية ألقاها المشرف التربوي أحمد الغامدي قبل أن يقبل مديره السابق، فيما تحدث الدكتور الجهني عن تجربته في التربية والتعليم وكيف أصبح مديرا لحلقة التحفيظ التي كان ينظمها والده في أحد مساجد أحياء جدة القديمة، وكان ينيبه عندما يستأذن للخروج لبعض الوقت، وكان الطفل النجيب يدير الحلقة باقتدار حتى يعود والده. مدير مكتب التربية والتعليم في وسط جدة حميد بن محمد الغامدي أوضح في كلمته أن هذا التكريم يأتي بمشاركة كافة منسوبي المكتب للاعتراف ببعض الجميل والعرفان للمحتفى بهما، مقدما شكره وتقديره لهما ومتمنيا لهما دوام التوفيق. وفي نهاية الحفل الذي أقيم بقاعة كيلوبترا بفندق الدارالبيضاء وقدمه المدرب العالمي الدكتور سامي الأنصاري قدمت الدروع والهدايا التذكارية للمحتفى بهما.