ها قد بدأت إجازة نهاية العام الدراسي، إجازة الصيف الملتهب بهجير الشمس، ووهج الجو، وحرارة الأسعار طبعا، ومن المؤكد أن الغالب منا يريد أن ينفض غبار التعب بعد رحلة عام دراسي وأن يستجم في أفضل الأماكن السياحية وقد بدأ حزم الأمتعة والحقائب استعدادا للسفر.. ولكل منا أحقية في تحديد بوصلة اتجاهه.. وأي بلاد سييمم وجهه، ومع مطلع الإجازة تزداد الدعوات للسياحة الداخلية وهي مطلب وطني، وتقام اللقاءات وتجدول العائدات وتحصى الفوائد في استثمار السياحة الداخلية وكيف أنها ستوقف نزف الأموال المهاجرة في جيوب وبطاقات صرف السياح المغادرين من البلاد.. ولكن عن أي فوائد نتحدث وعن أي سياحة داخلية سنتكلم؟ وسأتحدث عن تجربة شخصية مررت بها في العام الماضي وهي تتكرر في كل عام، فكل أو معظم من أمامي بدءا من محطات الوقود ومرورا بالمطاعم والشقق والفنادق وانتهاء بسائقي سيارات الأجرة هم من العمالة، لم أجد إلا عمالا من جنسيات متعددة تلونت بهم الأرض وتشكلت بهم اقتصاديات السياحة الداخلية، الباعة في المحلات، مدن الألعاب والمناطق الترفيهية كلها قد تربع على عرشها العامل الوافد، تعطلت السيارة واتجهت للورش القريبة فكانت عالما آخر ليس للمواطن السعودي مكان للعمل فيه، فقد تلونت بكل الجنسيات حتى أصبحت لكل جنسيه ورشة، وأنا أقول في نفسي يجب ألا تهاجر أموالي، لا بد أن استثمرها في السياحة الداخلية، حتى نحقق معدلات في النمو الاقتصادي، احترت حينها أين أنا؟ تهت في وهم السياحة الداخلية، غربة حيث لا غربة، تهت أبحث عن ابن البلد، عن ابن الوطن الحاضر الغائب. ياسر أحمد اليوبي مستورة