ها قد بدأت إجازة نهاية العام الدراسي ... إجازة الصيف الملتهب بهجير الشمس... ووهج الجو .... وحرارة الأسعار طبعا ,,, ومن المؤكد أن الغالب منا يريد أن ينفض غبار التعب بعد رحلة عام دراسي وان يستجم في أفضل الأماكن السياحية وقد بدأ حزم الأمتعة والحقائب استعدادا للسفر ... ولكل منا أحقية في تحديد بوصلة اتجاهه ,,, وأي بلاد سيؤمم وجهه ,,, ومع مطلع الاجازه تزداد الدعوات للسياحة الداخلية وهي مطلب وطني ,, وتقام اللقاءات وتجدول العائدات وتحصى الفوائد في استثمار السياحة الداخلية وكيف أنها ستوقف نزف الأموال المهاجرة في جيوب وبطاقات صرف السياح المغادرين من البلاد ,, ولكن عن أي فوائد نتحدث وعن أي سياحة داخلية سنتكلم ؟ وسأتحدث عن تجربة شخصية مررت بها في العام الماضي - وهي تتكرر في كل عام - فخرجت في سياحة داخليه احرص فيها على استثمار وقتي ومالي في بلادي فمررت بمحطة البنزين فاقبل العامل الآسيوي فأعطيته قيمة ما زودني به من وقود ...ثم دخلت البقالة واشتريت ما أريد فوجدت العامل الوافد ينتظر حساب ما اشتريت فحاسبته ,,, اتجهت إلى جده فاستقبلني عامل آسيوي آخر فاستأجرت منه شقة ليومين .. ولجهلي بشوارع جده فقد وقفت على ناصية الشارع أريد سيارة أجرة توصلني مكانا قصدته فوقفت أكثر من سيارة أجره طبعا كانت عبارة عن خارطة للعالم الإسلامي فكل سيارة أجرة فيها سائق من جنسية تختلف عن الأخرى فقد ذهبت مع سائق وافد وعدت مع آخر من جنسيه أخرى ( تذكرت حينها أمرا قد صدر لسعوده سيارات الأجرة ) اتجهت بعدها حيث المصايف وركيزة السياحة الداخلية ..فكنت حيثما وجهت وجهي وأممت بوصلتي أجد عاملا وافدا يستقبلني ...لم أجد إلا عمالا من جنسيات متعددة تلونت بهم الأرض وتشكلت بهم اقتصاديات السياحة الداخلية المزعومة ... اتجهت وقت الصلاة للمسجد فكان الإمام من جنسية اعتدنا أن نراها في محاريب المساجد ,,,, الباعة المحلات مكان استئجار الألعاب والمناطق الترفيهية كلها قد تربع على عرشها العامل الوافد ,,, تعطلت السيارة واتجهت للورش القريبة فكانت عالما آخر ليس للمواطن السعودي مكان للعمل فيه ,, فقد تلونت بكل الجنسيات حتى أصبحت لكل جنسيه ورشة ,,, وأنا أقول في نفسي يجب ألا تهاجر أموالي لا بد أن استثمرها في السياحة الداخلية ,, حتى نحقق معدلات في النمو الاقتصادي,,, احترت حينها أين أنا ؟ ... تهت في وهم السياحة الداخلية ... غربت حيث لا غربه ... تهت ابحث عن ابن البلد ... عن ابن الوطن الحاضر الغائب . ياسر احمد اليوبي - مستورة