من حق أخي خلف الحربي أن يفيض غضبا وهو يشاهد طرفا من خيوط حقائق عصابات المتاجرة بالدواء في مستشفيات القطاع الحكومي والخاص. هؤلاء يجيدون اللعب على المريض ويستغلونه بمشاركة أطباء متواطئين تحت ضغط الشيكات البيضاء ومقاعد الطيران إلى أوروبا. هؤلاء يتشاركون لعبة النصب مع كائنات تلبس معطف الطبيب بالمظهر فقط، وتخبئ تحته فنون النصب والاحتيال. هؤلاء أخي خلف: أطباء مرتشون. يبدأ مندوب تلك العصابات مفاوضاته مع الطبيب بطريقة مهذبة سرعان ما تتحول إلى مرحلة تسييل اللعاب بعرض (رشوة) صغير يكبر ويكبر مع الأيام. يقترح المندوب على الطبيب واسع الذمة وصف أدوية شركته لمرضاه وهي التي تبيع بضاعتها بضعفي سعر البديل المتوفر في الجوار، مقابل مكافأة محترمة تزيد كلما أخلص (الطبيب الإنسان) في تطبيق الاتفاق وبيع الدواء لشريحة أكبر. في الماضي كان الأطباء يقبلون برحلات سياحية إلى دول مجاورة كعمولة بيع، لكنهم اليوم صاروا يفضلونها شيكا برقم من ألوف. ولكم أن تسألوا: كيف يسلك طبيب ذاك الطريق وهو (الطبيب)؟ والإجابة أختصرها في سطرين من واقع الحال: يبدأ الطبيب حياته أمينا وملتزما بإيمان مغلظة قطعها على نفسه بالصدق. يزوره في اليوم الأول مندوب تسويق فيطرده وهكذا حتى يغويه الشيطان بنصيحة صديق سابق أو ب (عرض) يسيل له لعابه. يتخلى الطبيب عن قائمة الدواء الرخيصة والتي يؤمن بفائدتها ويورط مريضه المسكين بأخرى لا يقدر عليها حتى ميسور الحال، وكل ذلك طلبا لمرضاة (المندوب)، ولاحقا يصير مرتشيا بالممارسة ويجاهر بذلك.. فلا عقاب. بالأعلى حاولت اختصار سيناريو اللعبة في سطرين لمن لا يعرف لعبة الأدوية وطريقة إنهاك المرضى بأسعارها المرتفعة رغم توافر البدائل، ولكم أن تفكروا: هل أمن أولئك العقوبة لأنهم يلبسون اسم الطبيب ونقاءه وإنسانيته فيعتقدون أن أحدا لن يشكك في إخلاصهم؟ أم أنهم يعرفون أن لا عقوبة تنتظرهم على ما يفعلونه، فأساءوا...؟ من يسأل وزارة الصحة عن حالهم؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة