حسب قاعدة «إذا .. فإن» أتطرق إلى فكرة تتعلق بمحاولة البعض معرفة ولو شيء بسيط من عالم المستقبل، كثيرات من عرفتهن يفعلن المستحيل لقراءة الطالع والفنجان وغيرها من أساليب لا يصدق عقل ما ينتج من خزعبلات عنها في محاولة لإرواء شغف معرفة المستقبل، وعلى ضفة أخرى يوجد من لديهن ملكة استشفاف بنسب متفاوتة، وربما تكون الأم الأكثر استشفافا وإحساسا بما قد يحدث لأبنائها، تقول لي سيدة ثلاثينية إنها تعاني الأحلام وكانت في طفولتها تشاهد بعض التفاصيل التي تعيشها لاحقا وبدقة متناهية بحيث تحدث هذه الأحداث أمامها وبحذافيرها ما يجعلها تشعر بالخوف من حالة الاستشفاف! بعد أن كبرت وتزوجت أصبح لديها هاجس الإنجاب وتفكر بالأطفال بتركيز عال رزقها الله بأطفالها وغابت عنها تلك الحالة ثم عادت على صورة أحلام تراودها عن مستقبل أبنائها وشاهدت رابع جيل من أحفادها وكانت تتحاور معهم في الأحلام على أنها تزورهم من عالم آخر وما يحدثونها به يقلقها على مستقبل الأجيال وهي ترى أن أكثر ماهو مطمئن كون رابع جيل من سلالتها لازال بخير؟ وهنا الجانب الطريف! لكنها تتطرق إلى ما يزعجها وكون أحفادها يعيشون هموم ما يكابده أطفالها وما ينتظرهم وشباب اليوم من هموم تؤرقنا جميعا وهي تقلق من كون الكثير في حياتنا لم ولن يتغير حتى رابع جيل من أحفاد الجيل الحالي .. وأوصلها هذا القلق الناتج من الأحلام المتكررة في النوم واليقظة إلى زيارة «معالجة نفسية»!! أورد هذه الحكاية التي تحمل غرابة وطرافة من جانب هي إطلالة غير أكيدة على عالم أحفادنا وماذا سيواجهون ومن جانب آخر أعتبر التركيز على مكابدة الأحلام يؤدي إلى التمزق ولن ينتج عنه ماهو إيجابي (إذا) كانت لدينا ملكة رؤية شيء من المستقبل نتيجة شفافية بعض الأرواح (فإن) ذلك لا يعني الاستغراق في البحث عن المزيد .. ليس في كل محاولة سنجد ما يسرنا قد تكون فلسفة أن نعيش اللحظة ونتعلم فنون الاستمتاع بها أجدى من محاولة البحث عن عالم غالبا لن نكون فيه!!. شدني في معاناة تلك السيدة حرصها على الفهم ومحاولة تحليل ما يحدث لها وتفاقم حالتها بسبب الأحلام ومانتج عنه من قلق، لماذا نقلق ونحن عاجزون عن تقديم شيء عدا أن نؤسس الأجيال بالشكل الذي يرتقي بأوضاعهم على قدر استطاعتنا عسانا نجيد إدارة أزمتنا مع الأجيال التي ولدت ورأت النور، رابع جيل من الأحفاد يعني سعودية الغد بعد مئة عام وربما .. أكثر!!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة