هل نبتعد عن قضايا ملحة وحساسة مثل الفساد والفقر والبطالة والخدمات المتدنية ونذهب مع الذاهبين إلى الاختلاف أو الاتفاق حول (مدى وإمكانية) إباحة سماع الأغاني أو مقاطعتها..؟! وكيف تفسر الأجيال التي يضخ في وعيها أن سماع الأغاني حرام، كون الجهات المعنية في الدولة تمنح تراخيص تتيح الاستثمار في محلات بيع «الكاسيت» ونراها أمامنا يستثمر فيها أبناء المجتمع رغم كل ما قيل عنها وما واجهت في مراحل تشدد مر بها مجتمعنا؟ عدد ليس قليلا من (شرائح) المجتمع يسمع الأغاني ولدينا سوق مزدهر وقوة شرائية قد تكون الأعلى في المنطقة، وشكلت قصائد مغناة وجدان جيل بأكمله استعذبها وعبرت عن أفراحه وأحزانه وتجارب حياته مثل كل المجتمعات التي تفاخر بموروثها الثقافي وتعتبر الغناء وثراء وغزارة وتنوع الموسيقى جزءا من حضارة شعب وفلسفة تترجم أسلوب مجتمع في التفاعل مع تجاربه، كيف نفهم الجدل الدائر بين ثنائية التحريم و(حدود) التحليل ومسوغاته واختيار هذا التوقيت بالذات للتجادل وجميعنا يعلم أنه بخيار وليس بفتوى يستمع الراغب في الأغاني ببساطة إليها ولا يحتاج أكثر من قرار شخصي..! فلاشات - مع احترامي لمن يتناقشون حاليا في فتاوى تحريم أو إباحة الأغاني هل مواقفهم نابعة من كون الاختلاف ناتجا عن خفوت سطوة تيار كان مسيطرا وتتلاشى حالياً..؟! ربما... - هل أدركوا أن الاختلاف رحمة بعد المستجدات والانفتاح الإعلامي وانطلقوا في ممارسته..؟! جيد... لكنه توقيت مريب ويحتاج محاولة فهم، وإن كان مجرد منح الترخيص للاستثمار في هذا المجال كاف لتوضيح حجم الاختلاف.! - الاختلاف رحمة وهو مطلوب.. مثل الاجتهاد.. وكلاهما من الجميل التشابك معهما في قضايا أكثر أهمية وخطورة.. وإلحاح.. ومصيرية.! ندعم حرية التعبير بلا شك وبلا حدود لكن مناقشة ما تخطته الشعوب منذ عشرات أو مئات السنين واستمرارنا نتجادل حوله مؤشر لحالة من البدائية تعتري الكثير من مناحي حياتنا وهو مقياس لحجم تأثير سطوة تيار لحقبة زمنية على مجتمع اليوم والذي بدوره يحصد ثمار صمته على تجذر هذه السطوة فيه!! بالتالي أرى تجاوز الجدل حول قضايا مثل الغناء هو تجاوز للمرحلة وتطلع إلى مستقبل أكثر مواكبة للعالم ومستجداته وأكثر عصرانية واحتراما لحرية الخيارات، خيارات الفرد الذي من حقه هو فقط أن يقرر هل يناسبه سماع الأغاني أو يقاطعها ببساطة. للمناقشة: الأغاني سمعناها أو قاطعناها، بيعها مفسوح: لماذا الجدل وما الذي يراد إثباته من التجادل؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة