منذ أن بدأت (موضة) التصنيف الدولي للجامعات، أخذت جامعاتنا تعدو عدوا نحو الحصول على ترتيب متقدم في سلم هذا التصنيف الغامض الذي لم تسع إليه كبريات الجامعات في العالم؛ مثل هارفارد في أمريكا والسوربون في فرنسا على سبيل المثال، لكن جامعات المملكة راحت تتنافس في ما بينها على تحقيق ذلك التقدم في سلم التصنيف، دون أن يلمس أحد ما يقابله من تطور حقيقي في مخرجات الجامعات نفسها أو في ما قدمته للمجتمع والإنسانية من علم وأبحاث ومخترعات وعلماء!، وآخر من دخل في هذا السباق المحموم من جامعة الإمام في الرياض التي نشر خبر عنها خلاصته أن هذه الجامعة قد حققت في تصنيف دولي المركز الأول عربيا من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر «سابقا!» وأصبحت جميع الجامعات العربية، ومنها جامعات المملكة، تقف في السرا خلف جامعة الإمام بما فيها جامعة الملك سعود التي اخترعت السيارة (غزالة) وهي الجامعة التي قادت مسيرة العدو وراء التصنيفات على مستوى البلاد، فإذا بها تقف الآن خلف جامعة الإمام -حسب التصنيف- الذي قالت الجامعة إنها حصلت عليه من مركز تصنيف دولي لا يشق له غبار! ولم تكتف جامعة الإمام بكونها الأولى على مستوى الأمة العربية، بل إنها -حسب قولها- حققت المركز السابع عشر على مستوى آسيا، مزاحمة بذلك جامعات اليابان وكوريا الجنوبية والصين وماليزيا، أما على مستوى العالم الذي توجد فيه عشرات الآلاف من الجامعات، فإنها -حسب التصنيف- جاءت في المرتبة الثالثة والثمانين، بعد أن كانت قبل شهور معدودة في مركز متأخر يدخل رقمه في خانة الآلاف! ولا شك أن أي إنسان محب لوطنه ولما فيه من دور علم، سيفرح لحصول أي تطور حقيقي ملموس في وطنه وجامعاته، لكن المؤشرات التي ترى بالعين المجردة لا تساند ما يتم الترويج له من أخبار ولست أدري إلى متى سوف تستمر (موضة) التصنيف، ومتى ينقشع غبارها، وما الذي سوف تسفر عنه على أرض الواقع والأوهام والأحلام؟! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة