كشفت إسرائيل عن اكتمال التجارب الأخيرة على منظومة «القبة الحديدية» (منظومة الدفاع الجوي) المضادة للصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، ومن المقرر تفعيل أول بطاريتين من المنظومة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) جنوبي الأراضي المحتلة. وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان الثلاثاء، أن جميع الاختبارات العملية، التي أجريت في صحراء النقب، وتحاكي إسقاط قذائف وصواريخ قصيرة المدى بشكل متزامن، انتهت بنجاح، بحسب الإذاعة الإسرائيلية. وأعلن وزير الدفاع إيهود باراك، أن الحكومة الإسرائيلية ستعمل على نشر البطاريات الدفاعية في أسرع وقت. وترى إسرائيل في «القبة الحديدية» كرد على إطلاق صواريخ يتراوح مداها بين أربعة كيلو مترات إلى أكثر من 70 كيلو مترا. وبدورها قالت الإدارة الأمريكية إنها تدعم النظام الذي سيوفر للدولة العبرية القدرات والثقة اللتين تحتاجهما قبيل اتخاذ قرارات صعبة للمضي قدما في سلام شامل. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قد طلب في مايو (أيار) الماضي من الكونجرس سرعة الموافقة على تخصيص 205 ملايين دولار، لمساعدة إسرائيل في استكمال بناء «القبة الحديدية». وقال مسؤول رفيع في البيت الأبيض: «إن النظام الدفاعي يأتي استجابة للمخاوف التي أبداها الإسرائيليون، بشأن التعرض لهجمات صاروخية محتملة»، سواء من جانب الجماعات المسلحة الفلسطينية في قطاع غزة، أو «حزب الله» في جنوب لبنان. وبرر المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور، الطلب بقوله «إن الرئيس يقر بالتهديد الذي تشكله الصواريخ والقذائف، التي تطلقها حماس وحزب الله على إسرائيل، ولذلك فقد قرر أن يطلب تمويلا من الكونجرس لدعم بناء المنظومة الإسرائيلية المضادة للصواريخ قصيرة المدى». و «القبة الحديدية» عبارة عن نظام متحرك لمواجهة الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية من عيار 155 مليمترا، والتي يصل مداها إلى 70 كيلومترا، في جميع الأحوال الجوية، بما في ذلك المطر والعواصف الترابية والضباب. وتبلغ كلفة المشروع الذي تطوره شركة رفاييل الإسرائيلية لصناعة الأسلحة، بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي، حوالى 210 ملايين دولار. يذكر أن الجيش الإسرائيلي كان قد أعلن العام الماضي، عن نجاح تجربة منظومة «القبة الحديدية» للتصدي للصواريخ محلية الصنع، مثل صواريخ «القسام» و «الكاتيوشا» و «غراد»، التي أطلقها مسلحون فلسطينيون على عدد من المدن الإسرائيلية الجنوبية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة. وكانت مشاكل تقنية قد حالت دون تشغيل بطاريتي «القبة الحديدية» في الموعد المقرر في النصف الأول من العام الحالي. ويجادل محللون بأن كلفة اعتراض صاروخ فلسطيني بدائي الصنع لا يتعدى ثمنه 500 دولار، سيكلف الجيش ما بين عشرة آلاف إلى 50 ألف دولار، ما قد يستنزف موازنته العسكرية، وهو ما رد عليه باراك بالإشارة إلى أن الرد العسكري الإسرائيلي على مثل تلك الهجمات الصاروخية قد تصل كلفته إلى 1.5 مليار دولار في اليوم، وفق صحيفة هآرتس.