تواصل الأجهزة الأمنية التحقيقات في أسباب وفاة الجندي سعد الرشيدي أثناء خضوعه للتدريبات في مدينة تدريب الأمن العام في المدينةالمنورة، بينما تمسك ذوو المتوفى بالإبقاء على جثته في ثلاجة الموتى في مستشفى الملك فهد لليوم الرابع على التوالي حتى تظهر نتائج التحقيقات. وألمح ابن عم المجند المتوفى إلى أن التدريبات القاسية التي تعرض لها ابن عمه المتوفى بعد 17 يوماً من التحاقه بدورة التجنيد كانت سبباً مباشراً في تردي حالته الصحية ومن ثم وفاته، وأوضح الرشيدي حين حضرنا لاستلام الجثة وجدنا عليها أثار تسلخات وحروق جلدية تركزت في الظهر ما يؤكد أن التدريبات التي تلقاها كانت شاقة وفي أوقات شديدة الحرارة. ونفى ابن عم الجندي المتوفى ما أشارت إليه شرطة المدينةالمنورة أن سبب الوفاة هبوط حاد في الدور الدموية وفشل كلوي، مؤكداً أن الحالة التي وصل إليها المتوفى كانت نتيجة إخضاعه للتدريبات الميدانية في طقس حار، وعدم تناوله وجبتي الإفطار والغداء في الأيام الأخيرة، مشيراً إلى أن ابن عمه طالب بمراجعة المستشفى خلال الأيام الثلاثة التي سبقت سقوطه مغشياً عليه في ميدان التدريب وقد أثبت التقرير الطبي أن سبب الوفاة صدمة حرارية حادة تعرض لها قبل وفاته. من جانبه، أكد مسؤولون أمنيون ضرورة مراعاة تنظيم دورات تدريب المجندين خلال فصل الصيف في المناطق التي تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة، مطالبين في الوقت نفسه بضرورة تخصيص أوقات معينة للتدريبات الميدانية تحمي المتدربين من التعرض إلى خطر ضربات الشمس وحالات الإغماء قدر الإمكان. وأوضح ل «عكاظ» مدير عام الدفاع المدني في منطقة المدينةالمنورة اللواء صالح بن سالم المهوس، أن مواعيد دورات المجندين مجدولة ولا يمكن تغييرها بحسب الطقس أو نقلها إلى مناطق أخرى، لكن يمكن التعامل مع شدة الحرارة بتغيير مواعيد الطوابير والخروج إلى الميدان، مؤكداً على ضرورة أن تكون دورات التدريب الميدانية في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر مباشرة في المناطق الحارة لتفادي تأثر المجندين بضربات الشمس. وأكد اللواء يوسف بن حسين مطر مدير شرطة منطقة مكةالمكرمة السابق، أن شدة الحرارة في بعض المناطق تتطلب ترحيل التدريبات الميدانية إلى الفترة المسائية أو الصباح الباكر لمدة ساعة ونصف الساعة من طلوع الشمس بحسب حالة الطقس خصوصا في فصل الصيف، وعن مدى إمكانية تنظيم دورات المجندين في المناطق الباردة أوضح أن الأمر يشكل صعوبة في التنقل بين مراكز المملكة لأن الدورات تعقد في وقت واحد. من جانبه، أشار قائد قوة الطوارئ الخاصة في منطقة القصيم العقيد عبدالله السابح، إلى أن تنظيم الدورات التدريبية في فصل الصيف يتطلب مراعاة شدة الحرارة لاسيما في المناطق الغربية، الوسطى، والشرقية؛ نظراً لدرجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها تلك المناطق، مؤكداً أن هناك برامج توجب إنتهاء التدريبات الميدانية قبل العاشرة صباحاً، لتبدأ الحصص الدراسية داخل الفصول، لكن بعض المدربين لا يلتزمون بالأوقات المحددة. من جهته، نقل مدير شرطة خيبر العقيد سلاف الحربي تعازي مدير شرطة منطقة المدينةالمنورة اللواء عوض السرحاني إلى ذوي الجندي المتوفى في مقر العزاء في قرية الصلصلة، شمالي المدينة.