حسب التقرير (الذي حصلت «عكاظ» على نسخة منه)، ضبطت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في العام 1429/1430، 205 قضايا لهروب الفتيات، المشكلة لدينا أن الهاربة تجرم وربما لاتدرس قضيتها بمعزل عن أفكار تتعلق بالشرف ومفاهيمه المغلوطة لدينا، والقسوة في منازلنا أصبحت هي الدارج والاستثناء أن «يحتوي» أفراد الأسرة بعضهم البعض. الهروب كقضية على مستوى تقرير هيئة الأمر بالمعروف يعني غالبا أن القضية أغلقت بطريقة أو بأخرى إما بتسليم الفتاة لتتحول حياتها تحولا جذريا بعد هذه القضية وغالبا مايدخلهن هذا الهروب عالم الجحيم الأسري ويتفاقم العنف الموجه ضدهن، أو أن أسرة الفتاة ستتخلى عنها، بالتالي مصيرها السجن أو دور الإيواء في أفضل الحالات!. لن أردد الاسطوانة المشروخة حول إجراء البحوث والدراسات، كل الطرق تؤدي إلى خلل في المنازل وفي التربية وفي فكرة أن الأمهات هن المسؤول أولا وأخيرا عن تربية الفتاة، الواقع أن إشباع عاطفة هذه الفتاة من والدها أولا وزرع أول وأهم وأخطر لبنات الثقة في الذات هو الفيصل وحجر الأساس في ترسيخ القيم. في طفولتي ومراهقتي وما طوقني بحالة من تبني فكرة المحافظة على الذات ليس جهودا مكثفة لتربيتي بل كلمات وجمل حفرها والدي في وجداني وتقدست بمضي الوقت وأصبحت منهج وأسلوب حياة فيما تكابد والدتي تمردي على كثير من التفاصيل لم يكن والدي يحتاج جهدا عظيما وقد ذكر لي أنه سيحبني أكثر إذا اجتهدت في المحافظة على نفسي، وإن كل فتاة توضع فيها ثقة أسرتها أو تتعرض للقسوة والحرمان من بعض الأمور أحيانا عليها أن تفهم أنها تواجه ذلك من منطلق الحب والاهتمام بها وليس الإهمال أو القسوة. من هيبة الأب تستمد الفتاة قوتها وقدرتها على مواجهة واقعها مهما كانت مرارته وباهتمام والدها يستطيع أن يهبها الحياة أو يئدها وهي حية تراه أمامها ولا يمكن أن تقترب منه وبفتح قنوات الحوار معها سيجنبها شقاء وعذاب الهروب من المنزل، بالتأكيد دور الشقيق الأكبر خطير ومهم للغاية وقد يكون بقسوته من أهم مبررات الهروب، ولا يعني تناولي اليوم لحجم وخطورة مسؤولية الآباء أن الأم أو الشقيقات الأكبر مثلا إن وجدن ليس لهن دور خطير وجذري. [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة