أتألم كثيرا حينما تطالعنا الصحف اليومية بخبر هروب فتاة من أسرتها أو معاقبتها بسبب الهروب من بيت أسرتها فما الدافع لهروب الفتاة من بيت أسرتها ؟ ! اترك الإجابة عن هذا التساؤل لإحدى الفتيات والتي بعثت بمشكلتها إلى أحد المستشارين الأسريين تقول هذه الفتاة : فكرت بالهروب من بيت أهلي مرارا وتكرار لا تلوموني ! وذلك لما أجده من معاملة قاسية من أهلي فأنا أخت لسبعة إخوان فالدلال والدلع والعطف والشفقة والحنان كله رايح لآخواني السبعة لدرجة أن والدي كثيرا ما يقو ل لي وبدون مراعاة لمشاعري البنت ما منها فائدة أنتي ضيفة في بيتنا ! أنتي خادمة لإخوانك ! حتى أخواني الصغار أصبحوا يهينونني وينظرون لي نظرة ازدراء وكثيرا ماتعرضت للضرب منهم . علما بأنني أكثر تفوقا في دراستي منهم حاولت أن ابحث عن الحب والعطف والحنان خارج هذا البيت أما با لهروب أو بالتعرف على أحد الشباب ولكنّ الله حفظني من تلك الأفكار الشيطانية . لماذا هذه المعاملة القاسية وماذنبي ؟ هل لأني ولدت أنثى ؟ّ! ثم تذكر هذه الأخت أن الله لطف بها وأنقذها من هذا الجحيم بالزواج .. من قصة هذه الفتاة نستشف أن المعاملة السيئة للفتاة في المحيط الأسري كفيله بأن تسلك الفتاة مسلكا غير مرغوب فيه أما بالهروب أو بالانحراف لذا فإننا أذا أردنا أن نعالج هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا علينا أن نبدأ أولا بتثقيف الأسر حول ما للبنات من حقوق وواجبات شرعها لها الشارع ونذكر كل رب أسرة بجائزة لاتعادلها أي جائزة في الكون واضعها أفضل البشر صلى الله عليه وسلم لمن أحسن معاملة البنات وهي مرافقته صلى الله عليه وسلم في الجنة .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من عال ابنتين أو ثلاثا ، أو أختين أو ثلاثا ، حتى يبن أو يموت عنهن ، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين ، وأشار بأصبعيه السبابة والتي تليها) فهل هناك جزاء خير من ذلك ؟ ولعل خطباء المساجد والإعلام والمشرفات في المدارس لهم الدور الكبير والبارز في تثقيف وتوعية الأسرة حول أساليب التربية السليمة للبنات ومراعاة طبيعة وتركيبة الأنثى من أجل حماية مجتمعنا من تفشي هذه الظاهرة . السيئة والخطيرة . . محمد حمدي السناني – المدينة المنورة