الضيق الذي باتت عليه نفوس أهالي محايل عسير ومراكز خميس البحر والحريضة من حال الطريق العام الذي يربط القرى والمراكز في المحافظة، وصل إلى مدى لم تعد معه الأنفس تحتمل المزيد من الصبر، فالطريق المنشأ منذ أكثر من 35 عاما أصبح طريقا للموت والإعاقة، لذا فالناس هناك تطالب بإيجاد حلول عاجلة من قبل وزارة النقل، فالعابرون عبر طريق الحريضة خميس البحر محايل يرون بأنه أصبح مأساويا وخطيرا، وفي ذلك يقول محمد أحمد مسهرة من سكان قرية المشعب إن هذا الطريق هو أقدم طريق في المنطقة الجنوبية، حيث أنشئ عام 1395 ه ولم تتم توسعته أو تطويره منذ ذلك الوقت، وما طاله لا يعدو قليلا من عمليات الترميم غير المجدية خصوصا بعد أن أصبح الطريق طريقا دوليا للشاحنات بعد منعها من العبور في طريق رجال ألمع الدرب فتم تحويلها لهذا الطريق عام 1425 ه مما ساهم في ازدياد نسبة الحوادث على نحو كبير. أما محمد الفلقي فيشير إلى أنه يقطع مسافة 35 كلم باتجاه طريق الحريضة للوصول للمدرسة عبر منحنيات خطرة، إلا أن أكثر الأحيان يصل متأخرا بسبب ازدحام الشاحنات وانقلابها، مما يعطل حركة السير لوقت طويل تتجاوز الساعات مما تضطر معه الدوريات الأمنية إلى الاستعانة بآليات البلدية لفتح طرق مؤقتة عبر الأودية لمرور المركبات. ويعتبر محمد جابر آل رايق أن أكثر ما يستغربه مستخدمو الطريق الذي يصل طوله لأكثر من 100 كلم هو غياب المواقف الجانبية أو ممرات الطوارئ، ففي حالة حدوث أي خلل للسيارة لا يجد سائقها موقفا لها مما يضطره إلى النزول في مواقع رملية أو الوقوف في منتصف الطريق مما يتسبب في حوادث كارثية، وذكر آل رايق بأن ابن شقيقه وقع ضحية للطريق فقد رحل قبل عام في حادث مروري على طريق خميس البحر. أما إبراهيم علي فيرى أن مشكلة الطريق ضيق مساره وكثرة الحفريات والتشققات فيه. وأكد مصدر في مستشفى محايل عسير أن معدل ما يرد للمستشفى يوميا من حالات وقعت لها حوادث في الطريق تتجاوز سبعة أشخاص ما بين متوفين أو مصابين. ومن جانبه كشف مدير عام النقل في منطقة عسير المهندس شرف رضى الحسيني عن دراسة تم رفعها لوزارة النقل بعد إعدادها بالتنسيق مع مجلس المنطقة لازدواج الطريق وجاري متابعتها لاعتمادها. وأضاف «هذا الطريق يحظى باهتمام من إدارة المشاريع وهو من أولوياتها خلال هذا العام وفور اعتماد المشروع سيتم البدء في تنفيذه».