لم يجد بعض من متقاعدي تبوك ممن لا تفي رواتبهم التقاعدية بمتطلبات حياتهم اليومية، رغم تقدمهم في السن وحاجتهم للراحة أكثر من أي وقتٍ مضى، سوى البحث عن عمل إضافي لتوفير لقمة العيش الكريم لأبنائهم. «عكاظ» التقت متقاعدين ممن أجبرتهم الظروف على مواصلة العمل من أجل أسرهم، فعملوا حراس أمن في المراكز التجارية في دوام يمتد من الساعة الثانية عشرة ليلاً وحتى الخامسة فجرا، ومنهم من يعمل على فترتين صباحية ومسائية. حارس أمن علي فرحان الرشيدي (55 عاما) تقاعد عن عمله في مجال الخدمات الطبية، بعد مسيرة دامت 28 عاما براتب تقاعدي قدره (3600 ريال)، في حين أنه يعول أسرة مكونة من 12 فردا، ويسكن بالإيجار في منزل شعبي بمبلغ ألف ريال) فلا يتبقى من راتبه ما يفي باحتياجات أبنائه، فاضطر للبحث عن عمل إضافي يساعده في تأمينها وتوفير الحياة الكريمة لهم، فعمل حارس أمن في أحد المراكز التجارية من الساعة الثانية عشرة ليلا حتى الخامسة فجرا، وبراتب 900 ريال، وذلك رغم تقدمه في السن وحاجته للراحة إلا أنه ضحى براحته في سبيل فلذات كبده، ويزيد عمله صعوبة عدم حصوله على إجازة طوال أيام الأسبوع. وعن هذه التجربة، يشير إلى أنه بعد تقاعده شعر بأن الراتب التقاعدي الذي يتقاضاه يذهب ثلثه لإيجار المنزل، وما تبقى منه لا يفي بمتطلبات أسرته اليومية ولا تأمين احتياجات أبنائه، ولذلك لم يجد بدا من العمل الإضافي كحارس أمن بلا إجازة، ورغم صعوبة عمله إلا أنه يتحمل ذلك من أجل أسرته. وقال محمد حامد الخيبري (50 عاما) إنه تقاعد في أحد القطاعات العسكرية منذ أربعة أعوام، بعد خدمة امتدت 30عاما وبراتب تقاعدي يبلغ 3600 ريال، في حين يعول أسرة مؤلفة من عشرة أفراد، وهم بحاجة لمتطلبات معيشية ودراسية وما يتبقى لسداد إيجار المنزل، فتقدم للضمان الاجتماعي، حيث تم منحه إعانة مقطوعة، وعندما أبلغوه بأنه لا يحق له الحصول على إعانة إلا بعد ثلاث سنوات، لم يجد خيارا سوى البحث عن عمل إضافي، مضحيا براحته في سبيل أسرته، فتقدم للعمل في الحراسات الأمنية، حيث تم تخصيص فترتي عمل له، الأولى من الساعة الثامنة صباحا حتى الرابعة عصرا، والثانية وهي الأكثر صعوبة تمتد من الثانية عشرة ليلا وحتى الرابعة فجرا، فيما يحاول أن يؤمن مما يتقاضاه من عمله الإضافي طلبات أسرته واحتياجات أبنائه الضرورية، علما بأنه يضطر للسير على قدميه إلى موقع عمله متكبدا المزيد من المشاق.