أوصى اللقاء التحضيري الأول للقمة الثقافية العربية في ختام أعماله التي عقدت على مدى يومين في العاصمة اللبنانية بيروت، بوضع الخطط الكفيلة واتخاذ القرارات اللازمة بهدف تشخيص أوضاع اللغة العربية، وأوصى المشاركون بتفعيل المواد المتعلقة باللغة العربية في الدساتير أو النظم الأساسية للحكم العربية، التي تنص على أن اللغة العربية الفصحى هي اللغة الرسمية للبلدان العربية، وذلك بإصدار الأنظمة والتشريعات التي تحمي اللغة العربية وتعزز مكانتها في جميع المجالات. المشاركون خلصوا إلى عدد من التوصيات المهمة، وأكد الأمير خالد الفيصل الذي غادر بيروت أمس متجها إلى باريس «أن كل الأفكار والآراء المطروحة في اللقاء الأول واللقاءات التالية، ستجمع تمهيدا لعرضها على الجامعة العربية، وسوف تلخص بعد ذلك ليكون هناك مشروع عربي يقدم للقمة العربية». حماية التراث وأهاب المشاركون بأهمية حماية التراث من خلال تأسيس مركز عربي لصيانة التراث وحمايته، بهدف رصد وحصر أشكال التراث المادي وغير المادي في كافة الدول العربية. دعم المبدع وحمايته وشدد الملتقى على أهمية دعم الإبداع وحماية الملكية الفكرية، وأوصى بضرورة إنشاء مرجعية عليا تكون قراراتها سريعة ونافذة وموازية في تعويضاتها للجرم المرتكب، كما أوصى المشاركون بمكافحة السطو المنتشر بتشكيل لجنة قانونية لصياغة قواعد تحمي المبدع أو المنتج الفكري، وإنشاء صندوق لحماية الإبداع والمبدعين تكون له فروع في كل العواصم العربية مع المتابعة القانونية لردع القرصنة بكل أشكالها. ثقافة الطفل ودعا المشاركون إلى ضرورة تشكيل مرجعية عليا خاصة بتنمية ثقافة الطفل والشاب العربي، وتأسيس مراكز بحوث علمية خاصة بالنتاج المعرفي والفني الموجه للطفل على مساحة الوطن العربي، مهمتها إنجاز دراسات نظرية وميدانية واستطلاعية، تهدف إلى قياس وتحديد احتياجات الطفل النفسية والاجتماعية والمعرفية والفنية وتقويم النتائج الموجهة للطفل، وتصدر هذه المراكز تقريرا سنويا موحدا للتنمية الثقافية للطفل. كما أشار المشاركون في الملتقى التحضيري للقمة العربية، إلى إقامة معرض عربي سنوي للإنتاج الثقافي للأطفال، وتكريم المبدعين وتوزيع جوائز سنوية للإنتاج الأفضل لذلك العام. حوار الثقافات على صعيد إعلاء القيم الإنسانية وحوار الثقافات، رأى المشاركون إنشاء مؤسسة لتدريب الشباب على الحوار وجدوى القيم، انطلاقا من اعتبار أن الحفاظ على القيم مسؤولية أساسية من مسؤوليات الدولة، ويجب رعاية ذلك والعمل على تحقيقه. المحتوى الرقمي أكد المجتمعون، على أهمية دعم المحتوى الرقمي العربي على شبكة الإنترنت، وعدم وضع أي قيود محلية أو دولية تؤثر على ذلك. ووضع سياسات عربية رشيدة ومتوازنة للتعامل مع الشركات العالمية في تكنولوجيا المعلومات، بهدف ضمان إسهام عربي فعال في صناعة المحتوى الرقمي. السوق الثقافية العمل على مراجعة الوثائق المتصلة بالعمل الثقافي العربي المشترك كافة، وتحديثها وتفعيلها. كما أوصى المشاركون بتنفيذ القرارات الخاصة بالاتفاقيات الثقافية العربية، وإنشاء مصارف عربية متخصصة تعمل على دعم الاستثمار في الصناعات الثقافية وفق معايير الجودة. وطالب الملتقى بتأسيس شركات عربية للتوزيع، برأسمال أهلي، وإعطاء معاملة تفضيلية لصناعة الكتاب في الوطن العربي من خلال التشريعات الضريبية والجمركية، مع اهتمام خاص بصناعة الكتاب الرقمي وإقامة صناعة عربية للورق برأسمال مشترك، كجزء من حماية الأمن الثقافي العربي. وأوصى المشاركون بدعم صناعة السينما وأنواع الإنتاج الفني الأخرى، مع تشجيع الاستثمار في هذا المجال. الترجمة دعا الملتقى إلى عقد ندوة تطرح فيها فكرة مشروع الترجمة، يستضاف إليها مديرو مراكز ومؤسسات الترجمة العامة والخاصة، وعدد من أبرز المترجمين العرب، وممثلون عن أهم دور النشر العربية والعالمية، بحيث تناقش فيها قضايا من قبيل: أولويات الترجمة، معايير التقييم، البنية الإدارية المقترحة للهيئة، مصادر التمويل، وما إلى ذلك من مسائل تأسيسية وإجرائية.