وقف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على الترتيبات التي تسبق انطلاق معرض الآثار السعودية الأول في متحف اللوفر غدا، وتستمر حتى ال 27 من شهر سبتمبر المقبل. وأوضح ل «عكاظ» الأمير سلطان بن سلمان أن احتفاء اللوفر بالآثار السعودية يعود في الأساس إلى الثقل الذي تشكله المملكة من احتضانها ورعايتها للحرمين الشريفين، وكذلك ثقلها السياسي والاقتصادي على الساحة الدولية، وإرثها التاريخي والحضاري الذي يتشوق العالم إلى معرفته تقديرا للمملكة التي وقفت على أكتاف الحضارات وعلى أحداث تاريخية مهمة كانت جزءا من تكوينها السياسي والاقتصادي، وهي دائما تسعى بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين إلى إبراز هذا الدور التاريخي الحضاري الإنساني في الوقت الحالي. وقال: «المعرض الذي يضم 300 قطعة أثرية وطنية بدأ التنسيق له منذ عام 2006 أثناء زيارة الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، الذي طلب أن تحتضن فرنسا الآثار السعودية من خلال اللوفر في أفضل مواسم السنة وهو الصيف، حيث يكثر الزوار». 8 معارض دولية وأكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن الاستثنائية في هذا النشاط تكمن في مكانة السعودية وقيادتها الرشيدة وفي مضمون المعرض الذي يخرج لأول مرة من المملكة، حيث إنه مطلوب الآن من بين ثمانية معارض دولية، ونتأمل فيه أن يجوب متاحف دول العالم، وقال: «تلقيت اتصالا من الأمير سلمان بن عبد العزيز أثناء زيارته متحف برلين على أن يتم النظر في إمكانية ترتيب مثل هذه الفعالية في ألمانيا، والهدف من ذلك هو تعزيز الحضور الثقافي والتاريخي للمملكة، حيث لأول مرة نقوم بمثل هذا النشاط خاصة في مجال الآثار الوطنية». تشوق الفرنسيين وبين الأمير سلطان بن سلمان تشوق الفرنسيين لهذا المعرض من خلال مناسبة كانت قد التأمت قبل عدة سنوات في باريس تحت مسمى (المملكة بين الأمس واليوم)، «حيث كان الأثر الذي خلفته تلك المناسبة منقطع النظير من خلال انبهار الناس في بلادنا ولله الحمد، وحتما سيكون هذا المعرض على مستوى رفيع من خلال احتضانه أهم القطع الوطنية في المملكة، ونحن حتى اليوم نواصل استكشاف الكثير من الآثار التاريخية التي تعتبر محورية على مستوى الجزيرة العربية، وهذا ما يقودنا إلى القول إن المملكة هي بلد التاريخ والحضارات وهذا ما يعزز مكانة ديننا الإسلامي الحنيف الذي أتى فوق تراكم الحضارات انطلاقا من مكةالمكرمة التي تعد محورا اقتصاديا مهما في ذلك الوقت ولا تزال ولله الحمد، كما أنه يتحتم علينا الاعتزاز ببلادنا التي يرى فيها العالم المحافظة على قيمها الإسلامية وتعمل بشكل مطمئن مع آثارها التاريخية والحضارية وهذا ما يعزز البعد الإسلامي الكبير الذي استوعب كل هذه الحضارات وحافظ عليها على مر الأزمان». كوادر مؤهلة وزاد الأمير سلطان بن سلمان «أن الأهمية الأخرى في هذه القطع التي عمل عليها أكثر من 14 فريقا علميا من مختلف دول العالم وكل فريق كان يشاركه مجموعة من السعوديين، أنتج كوادر وطنية مؤهلة تعمل على اكتشاف الآثار الوطنية في يومنا الحالي في ربوع بلادنا، إضافة إلى الاستعانة ببعض التجارب الدولية التي أعطت هذه الآثار حقها الممتد إلى أكثر من مليون ومائتي سنة، ولا يخفى علينا أن هذه القطع كانت معروضة في متاحف المملكة ومتاحف جامعة الملك سعود لكن ربما الجمهور السعودي لا ينجذب إلى هذه المتاحف». المؤتمر الدولي للتراث وفي رد على سؤال حول المؤتمر الدولي للتراث والعمران الإسلامي، قال رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار: «إنها كانت تظاهرة ناجحة بكل المعاني، حيث كان الأول والأكبر على مستوى المملكة، والسر في ذلك أنه لم ينظم في مدينة واحدة بل كان واسع الانتشار في مدن المملكة وفي معظم الجامعات السعودية والغرف التجارية، كما أنه حضي بمشاركة ملايين الطلبة، الأمر الذي قاد الناس إلى الاحتفال بتراثهم لكونه كان مؤتمرا للجميع ولم يقتصر على الجانب العلمي الذي ضم المئات من الخبراء الدوليين المهتمين بهذا المجال»، وأضاف «نعزو هذا النجاح إلى رعاية خادم الحرمين الشريفين للمعرض الذي أحدث نقلة نوعية في مفهوم المواطن قبل كل شيء وهذا الذي جذب الكثير من الوزراء الحضور على تنظيمه كل سنة أو سنتين في دولهم، الأمر الذي يجعلنا نقول إن الانطلاقة كانت من المملكة، كما ستعلن الهيئة عن برامج في هذا الشأن خلال الأيام المقبلة».