لم تنافس شنجهاي الحديثة العواصم العريقة في العالم بما تمتلكه من بنية تحتية مستترة وبنية سطحية ظاهرة للعيان لأن الذين خططوا لها مهندسون من ألمانيا أو فرنسا، ولا لأن الذين بنوها عمال استقدمتهم الصين من أمريكا أو اليابان، فمن المؤكد أن شنجهاي خطط لها مهندسون صينيون ونفذت بناءها شركات صينية عمالها صينيون حتى النخاع، ومع ذلك استطاعت شنجهاي أن ترسم لنفسها موقعا متقدما على خارطة المدن العالمية فلم تشهد انهيارا في مبانيها ولا انقطاعات في كهربائها ولا فيضانا لمجاريها في الشوارع، ومن المؤكد أن مشاريعها لم تتعطل ومقاوليها لم يقبضوا مقدم تكلفة المشاريع ويفروا إلى جهة غير معروفة. والصناعات الصينية التي غزت أسواق العالم، وقفزت بالاقتصاد الصيني إلى المقدمة، وحولت الصين إلى قوة اقتصادية عظمى تخشاها اقتصاديات أكثر منها قدما وأشد منها رسوخا، هذه الصناعات الصينية ليست صناعات هشة متهالكة وليست جميعها مجرد تقليد مغشوش لصناعات الدول المتقدمة، ولو كان ذلك كذلك ما كان لها أن تمنح الصين مكانتها الاقتصادية ولأغلق العالم دونها أبواب أسواقه. وإذا كان ذلك كذلك وجب علينا أن نتساءل عن السبب الذي يجعل الشركات الصينية تتعثر في تنفيذ المشاريع لدينا؟ والعلة التي تقف وراء هروب مقاول صيني بمقدم تكلفة مشروع رسا عليه تنفيذه؟ وأن نشكو من الهشاشة والغش التي تبدو عليها كافة السلع التي نستوردها من الصين؟ المشكلة، إذا ما دققنا النظر لا تكمن في الصين والصينيين، بل تكمن فينا نحن، في جهاتنا التي تتعاقد، وتجارنا الذين يستوردون، وأسواقنا التي تستقبل، نحن لا نتعاقد مع الذين بنوا شنجهاي بل نتعاقد مع من رفضت شنجهاي أن يكونوا من بناتها، ولا نستورد ما يستورده العالم من الصين بل نستورد ما ترفض الصين أن تعرضه في أسواقها وتبيعه على مواطنيها، العيب فينا وليس في الصين، وعندها سوف يتساوى لدينا الأمر سواء تعاقدنا مع شركة صينية أو ألمانية وسواء استوردنا سلعنا من الصين أو اليابان، فمتى نفقه هذا؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة