أثار مقترح قدمه عميد القبول والتسجيل في جامعة أم القرى، يتضمن تخصيص 60 في المائة من مقاعد القبول في الجامعة للقاطنين في مكةالمكرمة لضمان جودة المخرجات، حفيظة مجلس الجامعة الاستشاري، لاعتقادهم بأنه «قاصر ولا يضع مصلحة أبناء مناطق المملكة في صدارة اهتمام الجامعة». ووصف المجلس الذي يضم أكثر من 30 من عمداء كليات الجامعة، المقترح بأنه «عنصري»، ما خلق عاصفة من الهرج والمرج وسط الاجتماع الذي شهدته الجامعة أخيرا، وقاد إلى التلاسن وارتفاع حدة الأصوات المؤيدة والمعارضة للمقترح الذي لم يحظ على القبول عموما. وهنا، رفض عميد القبول والتسجيل في جامعة أم القرى الدكتور وليد ألطف، تسمية المقترح ب«العنصري» مستهجنا التوصيف الذي لا يرتكز على الواقعية على حد قوله، وأوضح ل «عكاظ»، أنه لم يكن يقصد بالمقترح «التحزب»، كما ذهب البعض في تفسيره، إنما جاء بناء على تجارب سابقة. واعتبر التسرب الذي تعاني منه الجامعة نتيجة حتمية لقبول المفتوح، خصوصا وأن مكةالمكرمة تمر بموسمين يدفع فيها الطلاب المغتربون نتيجة اختيارهم رغم وجود البدائل المتنوعة في الجامعات الأخرى. وقال إن مشاكل الإسكان تتأزم في المواسم، ويجد الطالب نفسه بلا سكن، فيضطر إلى الخروج في خيام أو الغياب والانقطاع عن الدراسة، لذا فإن تخصيص نسبة قبول لأبناء مكة وما جاورها، يوفر بيئة تعليمية مناسبة للطلاب، فيما يمكن للطلاب المغتربين إيجاد مقاعد دراسية في مناطقهم بعد التوسع الذي شهدته الجامعات السعودية، ويضيف: «تقدمت بالمقترح الذي لم يكتب له النجاح، وعموما هذا لا يعني إطلاقا أنني أميل لفئة من الطلاب على حساب الأخرى». وذكر الدكتور ألطف، أن أبناء الوطن سواسية ولهم من الحقوق ما يكفل قبولهم في أي جامعة، ولا أعتقد أن فكر التعصب أو التحزب هو سيد الموقف، في قبول الطلاب في جامعة أم القرى منذ سنوات طويلة، خصوصا وأن الغالبية العظمى من طلاب الجامعة هم من خارج المنطقة، ولم نفرق يوما بين طالب وآخر، وقال: «المقترح جاء في المقام الأول لمصلحة الطلاب والجامعة على حد سواء». من جهة أخرى، حددت جامعة أم القرى، الثامن والعشرين من الشهر الجاري موعدا لفتح باب القبول في كليات وأقسام الجامعة، من خلال التسجيل الإلكتروني عبر موقع الجامعة لخريجي الثانوية العامة، حيث تقرر قبول قرابة 15 ألف طالب وطالبة من خريجي الثانوية العامة هذا العام، وخصصت الجامعة نسبة 60 في المائة لدرجات الثانوية العامة، و40 في المائة لدرجة اختبار القدرات في أغلب أقسامها، كما خصصت الجامعة على الموقع الإلكتروني لها ما أسمته «معرض القبول» وعرضت من خلاله كل ما يخص القبول في كافة الكليات والأقسام والخطط الدراسية في الجامعة.