آخر رأي للشيخ الفاضل عادل الكلباني في مسألة الغناء هي أن الأغاني الحديثة لا تدخل ضمن الغناء الذي يرى إباحته والذي كان موجوداً في العصور الأولى للإسلام، ولذلك فهو يستدرك رأيه السابق ويعلن بأن الفنانين الحاليين "فسقة" ولا يجوز السماع لهم!. ورغم اتفاقنا مع الشيخ الفاضل في أن الغناء الحالي "سيء" و"بشع" ولا ينتمي للفن الجميل بصلة، إلا أننا في الوقت ذاته نستغرب هذا التقلّب في قضية خلافية لا تحتمل كل هذا الجدل، خاصة وأن المجتمع السعودي قد حسم موقفه من القضية منذ سنوات بعيدة وأخذ بالقول الفقهي الذي يرّخص سماع الأغاني التي تحمل سمواً فكرياً وأخلاقياً وجمالياً مثل الأغاني الوطنية التي تُقدم في الجنادرية وغيرها. يبقى السؤال: هل يهتم عموم السعوديين بآراء الشيخ الكلباني في مسألة الغناء تحديداً؟. إن الواقع يقول بأننا نملك أكبر الشركات الغنائية وأكبر القنوات الموسيقية وأكبر المطربين العرب وأكبر جمهور يشتري الأغاني ويحضر الحفلات؛ وما حفلات جدة عنا ببعيد حيث حضرها أكثر من عشرة آلاف في ظرف ثلاثة أيام فقط. هذا كلام الواقع الذي يؤكد أننا شعب مُستهلكٌ شرِهٌ للأغنية، وعليه فإن رأي شيخنا الفاضل لا يهم إلا أقلية مازالت تتشبثُ بالرأي المتشدد في هذه القضية وفي غيرها من القضايا الخلافية.