«اسكندر».. مازلت أذكرك.. كنت بارعا ومحقا ورائعا حيث أنت؟. واسكندر هذا ليس مقدونيا على أية حال.. إنه إنسان بسيط حركي لا يستقر.. ينكت طوال النهار.. ويسمع أم كلثوم طوال الليل.. وينام ساعتين فقط.. وعندما يمشي في الشارع يملأ الشارع بمفرده.. وعندما يذهب إلى المدرسة كان يملأ كل المدرسة وحده.. وعندما يذهب إلى مأتم أو عرس يكون هو كل المعزين وكل المهنئين. إنه يفعل كل شيء ولا يهدأ، واسكندر هذا لا يحب الأمريكان ولا الإنجليز.. وعندما قدر له أن يعمل قبل سنوات طويلة معهم فر هاربا بعد خمسة أيام.. وقد قال لي يومها: إنني لا أطيق هؤلاء، وكان يرفض مصافحتهم.. وعندما سألته: لماذا تفعل هذا؟ قال: هؤلاء البشر مثل هذه العملة.. وأخرج قرشا من جيبه.. إن لهم وجهين وغالبا ما يظهرون لك وجها.. ويخفون الوجه الآخر.. وليس لهم صديق.. قلت له: يا اسكندر.. مالك ومال هؤلاء الخواجات؟ قال لي: لا.. أنا لي أكثر مما لهم في هذه الأرض.. لأنها وطني.. ولأني ولدت فيها.. ولحم كتفي من خيرها.. أما هؤلاء الغرباء فسيأكلون خيرها ويرحلون.. لقد سرق هؤلاء الخواجات حتى نور أعيننا وليس خيرات أرضنا.. إنهم يضللون عقولنا بأكاذيبهم ونفاقهم.. ولو يسر لهم أن يسرقوا أرواحنا وضمائرنا لفعلوا.. ومضت الأيام.. وغاب اسكندر.. ولكن كلماته لم تغب من ذهني.. حتى رأيت هؤلاء الأفاقين في هذه الأيام يغزون بلدا عربيا ويقتلون فيه الأطفال والنساء ويحرقون فيه الشجر والثمر.. ويهدمون المنازل على رؤوس أصحابها.. ترى أليس اسكندر على حق وألف حق؟!. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 254 مسافة ثم الرسالة