حين نصل إلى يقين تام بأن الأغنية الوطنية هي الأغنية الجيدة، وأن القصيدة الوطنية هي القصيدة الجيدة، وأن العمل الوطني هو العمل الجيد، نكون بدأنا السير على الدرب الأكثر سلامة ورقيا. إن أهم ما في العمل الفني، أيا كان نوع هذا العمل، هو الجودة وليس الغاية ولا النوايا الحسنة طبعا، إن أغنية حب جيدة، أو قصيدة غزل رائعة أو لوحة تشكيلية فاتنة ومشبعة بالظلال والإيماءات الموحية جميعها أعمال وطنية، في حين أن قصيدة تمجد في الوطن بأسلوب رديء، وصياغات مستهلكة ليست سوى خيانة لهذا الوطن، مهما كانت مقاصدها سليمة، ونواياها بيضاء ناصعة. العمل المتقن هو وحده، أو على الأقل، هو أكثر الأعمال استحقاقا لوصفه بالعمل الوطني، والعكس صحيح.