بنهاية الفصل الدراسي الحالي يتوقع تخريج ما يقرب من مائتين وأربعين ألف طالب وطالبة من المرحلة الثانوية، منتقلين بذلك من هم الدراسة والاختبارات، والأمل في تحقيق معدلات مرتفعة إلى هم البحث عن مقعد في إحدى الجامعات الحكومية، التي استوعبت أكثر من مائتين وستة عشر ألف طالب وطالبة خلال العام الجامعي الماضي، وبنسبة 80 في المائة تقريباً من إجمالي خريجي المرحلة الثانوية لنفس العام، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالمعدلات العالمية التي قد لا تتجاوز 54 في المائة، حيث يتم توجيه بقية الطلبة إلى المعاهد والكليات التقنية، بعد تهيئتهم وتدريبهم في مدارس التعليم العام. ومع ازدياد الطلب الاجتماعي على التعليم الجامعي، أقرت وزارة التعليم العالي اختبارات التحصيل والقدرات؛ بهدف منح فرص متساوية لجميع الخريجين، وتحقيق أكبر قدر ممكن من العدالة للمتقدمين للمرحلة الجامعية، دون الاقتصار على معدل الشهادة الثانوية فقط؛ انطلاقاً من مسلمة أن معدل الثانوية لا يمكن الاكتفاء به كمعيار للتحقق من المستوى الحقيقي للطلبة معرفياً ومهارياً، حيث أثبتت عدة دراسات أن الطالب المتفوق في المرحلة الثانوية، قد لا يكون بالضرورة صالحاً ومؤهلا للدراسة في المرحلة الجامعية. كما تبنت عدة جامعات برنامج السنة التحضيرية؛ لتهيئة الطلبة للتخصصات الجامعية، وتزويدهم بالمعارف والمهارات الأساسية (Basic Skills) في الرياضيات، واللغة الإنجليزية، والحاسب الآلي. وكلها معارف ومهارات لازمة للدراسة في مختلف التخصصات الجامعية، كما تسهم في توجيه الطلبة لاختيار التخصصات التي تلائم قدراتهم وإمكاناتهم، وخاصة التخصصات العلمية منها. وعلى الرغم من زيادة عدد الكليات والجامعات، وانتشارها في العديد من مناطق محافظات المملكة، إلا أن من المتوقع استمرار معاناة بعض الطلبة للحصول على مكان في الجامعة، وسط إصرار الخريجين على الالتحاق بها، ثم الاضطرار لاختيار أي تخصص؛ نتيجة لانخفاض المعدل العام، أو ما يعرف بالنسبة الموزونة، أو تلبية لرغبة الآباء، أو للبقاء مع أصدقاء المرحلة الثانوية، دون التفكير بتبعات هذا الاختيار مستقبلا، لعل منها التعثر، وعدم القدرة على الاستمرار في الجامعة، وما يترتب على ذلك من ازدياد معدلات الرسوب والتسرب، وانعكاساتها السلبية على الفرد والمجتمع حاضراً ومستقبلا. إن من أبسط الحلول التي يقترحها الخبراء للتعامل مع القناعات التقليدية بأفضلية الجامعات دون غيرها، ما يتعلق بتغيير ثقافة المجتمع لتشجيع العمل المهني، ودعمه مادياً ومعنوياً على المستويين الرسمي والشعبي، والتوازن في توجيه الخريجين إلى الجامعات والكليات التقنية، بما يخدم أهداف الخطط التنموية، لكن الأهم من ذلك تكثيف البرامج التعريفية بالتخصصات الجامعية والتقنية المتاحة لطلبة المدارس الثانوية، وتعزيز الإحساس بالمسؤولية لديهم بمنحهم الثقة الكاملة لتحديد واختيار وجهتهم دون إملاءات، أو ضغوط، وبما يناسب قدراتهم وحاجاتهم. *جامعة الملك سعود كلية التربية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 272 مسافة ثم الرسالة